قَالَ مِثْلِي لَا يُنْهَى عَنِ الْكَلَامِ، قَالَ أَبُو يَحْيَى: فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ، أَتَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ لَهُ: يَا هِشَامُ قَالَ لَكَ أَ يَسُرُّكَ أَنْ تَشْرَكَ فِي دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قَالَ لَا، قَالَ وَ كَيْفَ تَشْرَكُ فِي دَمِي فَإِنْ سَكَتَ وَ إِلَّا فَهُوَ الذَّبْحُ فَمَا سَكَتَ حَتَّى كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ).
. 489 حَمْدَوَيْهِ وَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَا نُصَيْرٍ، قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَشَّاءُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: كُنْتُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ قَائِماً أُرِيدُ شِرَاءَ بَعِيرٍ، فَمَرَّ بِي أَبُو الْحَسَنِ (ع) فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ تَنَاوَلْتُ رُقْعَةً فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ: جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أُرِيدُ شِرَاءَ هَذَا الْبَعِيرِ فَمَا تَرَى فَنَظَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لَا أَرَى فِي شِرَاهُ بَأْساً فَإِنْ خِفْتَ عَلَيْهِ ضَعْفاً فَأَلْقِمْهُ[1]! فَاشْتَرَيْتُهُ وَ حَمَلْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ أَرَ مُنْكَراً حَتَّى إِذَا كُنْتُ قَرِيباً مِنَ الْكُوفَةِ فِي بَعْضِ الْمَنَازِلِ عَلَيْهِ حَمْلٌ ثَقِيلٌ، رَمَى بِنَفْسِهِ وَ اضْطَرَبَ لِلْمَوْتِ، فَذَهَبَ الْغِلْمَانُ يَنْزِعُونَ عَنْهُ، فَذَكَرْتُ الْحَدِيثَ فَدَعَوْتُ بِلُقَمٍ، فَمَا أَلْقَمُوهُ إِلَّا سَبْعاً حَتَّى قَامَ بِحَمْلِهِ.
490 مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْفِيرُوزَانِيُّ الْقُمِّيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِمْ حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ وَ مُؤْمِنُ الطَّاقِ وَ هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ وَ الطَّيَّارُ وَ جَمَاعَةٌ فِيهِمْ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ وَ هُوَ شَابٌّ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَا هِشَامُ! قَالَ لَبَّيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ
[1]- القمه الطعام: جعله يلقمه، و لقم الطعام: اكله. و اللقمه بالضم: ما يلقم و الجمع اللقم بالضم فالفتح.