حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ، يَقُولُ وَ هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ: أَنَا جُنْدَبُ بْنُ جُنَادَةَ لِمَنْ عَرَفَنِي وَ أَنَا أَبُو ذَرٍّ لِمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي[1]، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ مَنْ قَاتَلَنِي فِي الْأُولَى وَ فِي الثَّانِيَةِ فَهُوَ فِي الثَّالِثَةِ مِنْ شِيعَةِ الدَّجَّالِ إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلُ سَفِينَةِ نُوحٍ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ. أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ!.
53 جَعْفَرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ: أَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ مَوْلَيَيْنِ لَهُ وَ مَعَهُمَا مِائَتَا دِينَارٍ، فَقَالَ لَهُمَا انْطَلِقَا بِهَا إِلَى أَبِي ذَرٍّ فَقُولَا لَهُ: عُثْمَانُ[2] يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ هُوَ يَقُولُ لَكَ هَذِهِ مِائَتَا دِينَارٍ فَاسْتَعِنْ بِهَا عَلَى مَا نَابَكَ[3]، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ هَلْ أَعْطَى أَحَداً مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِثْلَ مَا أَعْطَانِي قَالا لَا. قَالَ فَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ[4] قَالا لَهُ إِنَّهُ يَقُولُ هَذَا مِنْ صُلْبِ مَالِي وَ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا خَالَطَهَا حَرَامٌ وَ لَا بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ إِلَّا مِنْ حَلَالٍ. فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا وَ قَدْ أَصْبَحْتُ يَوْمِي هَذَا وَ أَنَا مِنْ أَغْنَى النَّاسِ. فَقَالا لَهُ عَافَاكَ اللَّهُ وَ أَصْلَحَكَ! مَا نَرَى فِي بَيْتِكَ[5] قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً مِمَّا يُسْتَمْتَعُ بِهِ فَقَالَ بَلَى تَحْتَ هَذِهِ الْإِكَافِ[6] الَّتِي تَرَوْنَ رَغِيفَا شَعِيرٍ قَدْ أُتِيَ عَلَيْهِمَا أَيَّامٌ فَمَا أَصْنَعُ بِهَذِهِ الدَّنَانِيرِ، لَا وَ اللَّهِ حَتَّى يَعْلَمَ
[1]- في النسخة: انا جندب فمن عرفنى و انا أبو ذرّ فمن لم يعرفنى.
[2]- ان عثمان- خ.
[3]- نابه امر: اصابه.
[4]- من المسلمين فيسعنى ما يسع المسلمين- خ.
[5]- في الترتيب: فى يديك.
[6]- الاكاف بالضم: كساء يلقى على ظهر الدابّة.