فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَى الْيَوْمَ فِي الْإِسْلَامِ أَمْرٌ عَظِيمٌ، مُزِّقَ كِتَابَ اللَّهِ وَ وُضِعَ فِيهِ الْحَدِيدُ، وَ حَقُّ اللَّهِ[1] أَنْ يُسَلِّطَ الْحَدِيدَ عَلَى مَنْ مَزَّقَ كِتَابَهُ بِالْحَدِيدِ. قَالَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ إِنَّ أَهْلَ الْجَبْرِيَّةِ[2] مِنْ بَعْدِ مُوسَى قَاتَلُوا أَهْلَ النُّبُوَّةِ فَظَهَرُوا عَلَيْهِمْ فَقَتَلُوهُمْ زَمَاناً طَوِيلًا، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ فِتْيَةً فَهَاجَرُوا إِلَى غَيْرِ[3] آبَائِهِمْ فَقَاتَلَهُمْ فَقَتَلُوهُمْ، وَ أَنْتَ بِمَنْزِلَتِهِمْ يَا عَلِيُّ. فَقَالَ عَلِيٌّ: قَتَلْتَنِي يَا أَبَا ذَرٍّ. فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ سَيُبْدَأُ بِكَ.
51 حَمْدَوَيْهِ وَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَا نُصَيْرٍ، قَالا حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ نُوحٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ فُضَيْلٍ الرَّسَّانِ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سُخَيْلَةَ، قَالَ: حَجَجْتُ أَنَا وَ سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ، قَالَ فَمَرَرْنَا بِالرَّبَذَةِ، قَالَ فَأَتَيْنَا أَبَا ذَرٍّ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَنَا إِنْ كَانَتْ بَعْدِي فِتْنَةٌ وَ هِيَ كَائِنَةً فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ الشَّيْخُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (ع)، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) وَ هُوَ يَقُولُ: عَلِيٌّ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي وَ صَدَّقَنِي وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ هُوَ الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ وَ هُوَ الْفَارُوقُ[4] بَعْدِي يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ هُوَ يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمَالُ يَعْسُوبُ الظَّلَمَةِ.
52 وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْفُضَيْلِ الرَّسَّانِ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرَةَ[5]، عَنْ
[1]- و حقّ على اللّه- خ.
[2]- الحبر بالكسر: اسم واد كما في المراصد، و يمكن أن يكون إشارة الى حبرون و هو من بلاد اليهود.
[3]- فئة فهاجروا الى غبر- خ. و الغبر بالضم فالتشديد: الباقون و هو جمع الغابر.
[4]- الفاروق- خ.
[5]- أبو عمرو- خ.