فَهَلَكَ فَأَرَادُوا أَنْ يُعَرِّفُونِي عَلَيْهِمْ فَمَا تَرَى لِي قَالَ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع) تَمُنُّ عَلَيْنَا بِحَسَبِكَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَفَعَ بِالْإِيمَانِ مَنْ كَانَ النَّاسُ سَمَّوْهُ وَضِيعاً إِذَا كَانَ مُؤْمِناً، وَ وَضَعَ بِالْكُفْرِ مَنْ كَانَ يُسَمُّونَهُ شَرِيفاً إِذَا كَانَ كَافِراً، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ فَضْلٌ إِلَّا بِتَقْوَى اللَّهِ، وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ قَوْمِي كَانَ لَهُمْ عَرِيفٌ فَهَلَكَ فَأَرَادُوا أَنْ يُعَرِّفُونِي عَلَيْهِمْ: فَإِنْ كُنْتَ تَكْرَهُ الْجَنَّةَ وَ تُبْغِضُهَا فَتَعَرَّفْ عَلَى قَوْمِكَ، يَأْخُذُ سُلْطَانٌ جَائِرٌ بِامْرِئٍ مُسْلِمٍ يَسْفِكُ دَمَهُ فَتَشْرَكُهُمْ فِي دَمِهِ، وَ عَسَى أَنْ لَا تَنَالَ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئاً.
في أسلم المكي مولى محمد بن الحنفية ع
359 حَدَّثَنِي حَمْدَوَيْهِ، قَالَ حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ نُوحٍ، قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ سَعِيدٍ الْجُمَحِيِّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَسْلَمُ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) جَالِساً مُسْنَداً ظَهْرِي إِلَى زَمْزَمَ، فَمَرَّ عَلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ هُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ يَا أَسْلَمُ أَ تَعْرِفُ هَذَا الشَّابَّ قُلْتُ نَعَمْ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ أَمَا إِنَّهُ سَيَظْهَرُ وَ يُقْتَلُ فِي حَالِ مَضِيعَةٍ، ثُمَّ قَالَ يَا أَسْلَمُ لَا تُحَدِّثْ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَحَداً فَإِنَّهُ عِنْدَكَ أَمَانَةٌ! قَالَ فَحَدَّثْتُ بِهِ مَعْرُوفَ بْنَ خَرَّبُوذَ وَ أَخَذْتُ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا أُخِذَ عَلَيَّ، قَالَ وَ كُنَّا عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) غُدْوَةً وَ عَشِيَّةً أَرْبَعَةٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَسَأَلَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي حَدَّثَنِيهِ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ، قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَى أَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ أَسْلَمُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَخَذْتُ عَلَيْهِ مِثْلَ الَّذِي أَخَذْتَهُ عَلَيَّ، قَالَ، فَقَالَ