وَ هَذَا مُنَاخُ رِكَابِهِمْ وَ هَذَا مُهَرَاقُ دِمَائِهِمْ قُتِلَ بِهَا خَيْرُ الْأَوَّلِينَ وَ يُقْتَلُ بِهَا خَيْرُ الْآخِرِينَ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى حَرُورَاءَ، فَقَالَ مَا تُسَمُّونَ هَذِهِ الْأَرْضَ قَالُوا حَرُورَاءَ. فَقَالَ حَرُورَاءُ خَرَجَ بِهَا شَرُّ الْأَوَّلِينَ وَ يَخْرُجُ بِهَا شَرُّ الْآخِرِينَ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَانِقْيَا[1] وَ بِهَا جِسْرُ الْكُوفَةِ الْأَوَّلُ، فَقَالَ مَا تُسَمُّونَ هَذِهِ قَالُوا بَانِقْيَا، ثُمَّ سَارَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْكُوفَةِ قَالَ هَذِهِ الْكُوفَةُ قَالُوا نَعَمْ. قَالَ قُبَّةُ الْإِسْلَامِ.
47 مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِشْكِيبَ، قَالَ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ خُرَّزَاذَ الْقُمِّيُّ، قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ السَّاسِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ فَرَجٍ[2]، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْمُعَدِّلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ خَطَبَ سَلْمَانُ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانِي لِدِينِهِ بَعْدَ جُحُودِي لَهُ، إِذْ أَنَا مُذَكٍ[3] لِنَارِ الْكُفْرِ أُهِلُّ لَهَا نَصِيباً وَ آتَيْتُ[4] لَهَا رِزْقاً، حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي قَلْبِي حُبَّ تِهَامَةَ[5] فَخَرَجْتُ جَائِعاً ظَمْآنَ، قَدْ طَرَدَنِي قَوْمِي وَ أَخْرَجْتُ مِنْ مَالِي وَ لَا حَمُولَةَ تَحْمِلُنِي وَ لَا مَتَاعَ يُجَهِّزُنِي وَ لَا مَالَ يُقَوِّينِي، وَ كَانَ مِنْ شَأْنِي مَا قَدْ كَانَ، حَتَّى أَتَيْتُ مُحَمَّداً (ص) فَعَرَفْتُ مِنَ الْعِرْفَانِ مَا كُنْتُ أَعْلَمُهُ وَ رَأَيْتُ مِنَ الْعَلَامَةِ مَا أُخْبِرْتُ بِهَا، فَأَنْقَذَنِي بِهِ مِنَ النَّارِ فَبِنْتُ[6] مِنَ الدُّنْيَا عَلَى الْمَعْرِفَةِ
[1]- في المراصد: بانقيا بكسر النون ناحية من نواحي الكوفة.
[2]- في الترتيب: حماد الشاشى عن صالح بن نوح.
[3]- ذكّى النار بالتشديد: اوقدها. و اهلّ السحاب: جعله ينزل المطر.
[4]- و اثبت،. او أتيت،. و في بعض النسخ: اوتيت. فلا بدّ أن يكون أهل أيضا بصيغة المجهول.
[5]- بالكسر: مكّة و الحجاز.
[6]- من البينونة. و في الترتيب: فثبت.