عَبْدِ اللَّهِ (ع) إِنَّهُ لَيْسَ كُلُّ سَاعَةٍ أَلْقَاكَ وَ لَا يُمْكِنُ الْقُدُومُ، وَ يَجِيءُ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِنَا فَيَسْأَلُنِي وَ لَيْسَ عِنْدِي كُلَّمَا يَسْأَلُنِي عَنْهُ، قَالَ: فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيِّ فَإِنَّهُ قَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي وَ كَانَ عِنْدَهُ وَجِيهاً.
274 حَدَّثَنِي حَمْدَوَيْهِ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ شَهِدَ أَبُو كُرَيْبَةَ الْأَزْدِيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ عِنْدَ شَرِيكٍ بِشَهَادَةٍ وَ هُوَ قَاضٍ، فَنَظَرَ فِي وُجُوهِهِمَا[1] مَلِيّاً ثُمَّ قَالَ جَعْفَرِيَّانِ فَاطِمِيَّانِ! فَبَكَيَا، فَقَالَ لَهُمَا مَا يُبْكِيكُمَا قَالا لَهُ نَسَبْتَنَا إِلَى أَقْوَامٍ لَا يَرْضَوْنَ بِأَمْثَالِنَا أَنْ يَكُونُوا مِنْ إِخْوَانِهِمْ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ سُخْفِ[2] وَرَعِنَا، وَ نَسَبْتَنَا إِلَى رَجُلٍ لَا يَرْضَى بِأَمْثَالِنَا أَنْ يَكُونُوا مِنْ شِيعَتِهِ، فَإِنْ تَفَضَّلَ وَ قَبِلَنَا فَلَهُ الْمَنُّ عَلَيْنَا وَ الْفَضْلُ، فَتَبَسَّمَ شَرِيكٌ، ثُمَّ قَالَ إِذَا كَانَتِ الرِّجَالُ فَلْتَكُنْ أَمْثَالَكُمْ[3]، يَا وَلِيدُ أَجِزْهُمَا هَذِهِ الْمَرَّةَ! قَالَ فَحَجَجْنَا فَخَبَرْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) بِالْقِصَّةِ فَقَالَ مَا لِشَرِيكٍ شَرِكَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِشِرَاكَيْنِ مِنْ نَارٍ.
275 حَدَّثَنِي حَمْدَوَيْهِ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: إِنِّي لَنَائِمٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى السَّطْحِ إِذْ طَرَقَ الْبَابَ طَارِقٌ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ شَرِيكٌ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَأَشْرَفْتُ فَإِذَا امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: لِي بِنْتٌ عَرُوسٌ ضَرَبَهَا الطَّلْقُ[4] فَمَا زَالَتْ تُطْلَقُ حَتَّى مَاتَتْ
[1]- في وجههما- خ.
[2]- السخيف- خ. و هو بالضم: ضعف العقل.
[3]- امثالكما- خ.
[4]- بالفتح وجع الولادة.