185 مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ خَالِدٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ ذَكَرَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا (ع) أَنَّ طَارِقاً مَوْلًى لِبَنِي أُمَيَّةَ نَزَلَ ذَا الْمَرْوَةِ عَامِلًا الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَهُ بَعْضُ بَنِي أُمَيَّةَ وَ أَوْصَاهُ بِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَ كَلَّمَهُ فِيهِ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ، وَ أَخْبَرَهُ طَارِقٌ أَنَّهُ أُمِرَ بِقَتْلِهِ، فَأَعْلَمَ سَعِيداً بِذَلِكَ وَ قَالَ لَهُ تَغَيَّبْ! وَ قِيلَ لَهُ تَنَحَّ مِنْ مَجْلِسِكَ فَإِنَّهُ طَرِيقُهُ[1]، فَأَبَى، فَقَالَ سَعِيدٌ: اللَّهُمَّ إِنَّ طَارِقاً عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِكَ نَاصِيَتُهُ بِيَدِكَ وَ قَلْبُهُ بَيْنَ أَصَابِعِكَ تَفْعَلُ فِيهِ مَا تَشَاءُ فَأَنْسِهِ ذِكْرِي وَ اسْمِي، فَلَمَّا عُزِلَ طَارِقٌ عَنِ الْمَدِينَةِ لَقِيَهُ الَّذِي كَانَ كَلَّمَهُ فِي سَعِيدٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بِذِي الْمَرْوَةِ، فَقَالَ كَلَّمْتُكَ فِي سَعِيدٍ تُشَفِّعُنِي[2] فِيهِ فَأَبَيْتَ وَ شَفَّعْتَ فِيهِ غَيْرِي! فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا ذَكَرْتُهُ بَعْدَ إِذْ فَارَقْتُكَ حَتَّى عُدْتُ إِلَيْكَ.
وَ رُوِيَ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ: أَنَّهُ لَمَّا مُرَّ بِجَنَازَةِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (ع) أَجْفَلَ النَّاسُ[3] فَلَمْ يَبْقَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ خَشْرَمٌ مَوْلَى أَشْجَعَ فَقَالَ أَبَا مُحَمَّدٍ أَ لَا تُصَلِّي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ فِي الْبَيْتِ الصَّالِحِ فَقَالَ سَعِيدٌ أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أُصَلِّيَ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ فِي الْبَيْتِ الصَّالِحِ.
186 وَ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ. وَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ:، قُلْتُ لِسَعِيدِ
[1]- عن مجلسك فانه على طريقه- خ.
[2]- لتشفعنى- خ.
[3]- انجفل الناس- خ. اى هربوا مسرعين.