وَ كَانَ قَيْسٌ أَحَدَ الْعَشَرَةِ الَّذِينَ لَحِقَهُمُ النَّبِيُّ (ص) مِنَ الْعَصْرِ[1] الْأَوَّلِ مِمَّنْ كَانَ طُولُهُمْ عَشَرَةَ أَشْبَارٍ بِأَشْبَارِ أَنْفُسِهِمْ، وَ كَانَ شِبْرُ الرَّجُلِ مِنْهُمْ يُقَالُ إِنَّهُ مِثْلُ ذِرَاعِ أَحَدِنَا، وَ كَانَ قَيْسٌ وَ سَعْدٌ أَبُوهُ طُولُهُمَا عَشَرَةُ أَشْبَارٍ بِأَشْبَارِهِمَا، وَ يُقَالُ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْعَشَرَةِ خَمْسَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْخَزْرَجِ كُلِّهَا وَ رَجُلٌ مِنَ الْأَوْسِ، وَ سَعْدٍ لَمْ يَزَلْ سَيِّداً فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَ الْإِسْلَامِ، وَ أَبُوهُ وَ جَدُّهُ وَ جَدُّ جَدِّهِ لَمْ يَزَلْ فِيهِمُ الشَّرَفُ، وَ كَانَ سَعْدٌ يُجِيرُ فَيُجَارُ وَ ذَلِكَ[2] لَهُ لِسُؤْدَدِهِ وَ لَمْ يَزَلْ هُوَ وَ أَبُوهُ أَصْحَابَ إِطْعَامٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَ الْإِسْلَامِ، وَ قَيْسٌ ابْنُهُ بَعْدُ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ.
سفيان بن ليلى الهمداني
178 رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الطَّوِيلِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَسَنِ (ع) يُقَالُ لَهُ سُفْيَانُ بْنُ لَيْلَى[3] وَ هُوَ عَلَى رَاحَةٍ لَهُ، فَدَخَلَ عَلَى الْحَسَنِ (ع) وَ هُوَ مُحْتَبٍ[4] فِي فِنَاءِ دَارِهِ، قَالَ، فَقَالَ لَهُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُذِلَّ الْمُؤْمِنِينَ! فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ (ع) انْزِلْ وَ لَا تَعْجَلْ، فَنَزَلَ فَعَقَلَ رَاحِلَتَهُ فِي الدَّارِ وَ أَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ، قَالَ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ (ع) مَا قُلْتَ قَالَ قُلْتُ
[1]- في النسخة: من القصر.
[2]- في النسخة: فيجاز ذلك. و في الترتيب: يخبر فيحاز.
[3]- ابى ليلى- خ.
[4]- احتبى بالثوب: اشتمل به.