جَوْلَةً إِلَّا الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ فَإِنَّ قَلْبَهُ كَانَ مِثْلَ زُبُرِ الْحَدِيدِ[1].
23 طَاهِرُ بْنُ عِيسَى الْوَرَّاقُ، رَفَعَهُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) يَا سَلْمَانُ لَوْ عُرِضَ عِلْمُكَ عَلَى مِقْدَادَ لَكَفَرَ، يَا مِقْدَادُ لَوْ عُرِضَ عِلْمُكَ عَلَى سَلْمَانَ لَكَفَرَ.
24 عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع) ارْتَدَّ النَّاسُ إِلَّا ثَلَاثَةَ نَفَرٍ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ. قَالَ قُلْتُ فَعَمَّارٌ قَالَ قَدْ كَانَ جَاضَ جِيضَةً[2] ثُمَّ رَجَعَ، ثُمَّ قَالَ إِنْ أَرَدْتَ الَّذِي لَمْ يَشُكَّ وَ لَمْ يَدْخُلْهُ شَيْءٌ فَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا سَلْمَانُ فَإِنَّهُ عُرِضَ فِي قَلْبِهِ عَارِضٌ أَنَّ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ لَوْ تَكَلَّمَ بِهِ لَأَخَذَتْهُمُ الْأَرْضُ وَ هُوَ هَكَذَا فَلُبِّبَ وَ وُجِئَتْ[3] عُنُقُهُ حَتَّى تُرِكَتْ كَالسِّلْقَةِ[4] فَمَرَّ بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَذَا مِنْ ذَاكَ بَايِعْ! فَبَايَعَ وَ أَمَّا أَبُو ذَرٍّ فَأَمَرَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) بِالسُّكُوتِ وَ لَمْ يَكُنْ يَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ فَأَبَى إِلَّا أَنْ يَتَكَلَّمَ[5] فَمَرَّ بِهِ عُثْمَانُ فَأَمَرَ بِهِ، ثُمَّ أَنَابَ النَّاسُ بَعْدُ فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ أَنَابَ أَبُو سَاسَانَ[6] الْأَنْصَارِيُّ وَ أَبُو عَمْرَةَ وَ شُتَيْرَةُ وَ كَانُوا سَبْعَةً، فَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ
[1]- الزبر جمع الزبرة بالضم بمعنى القطعة.
[2]- جاض عنه يجيض: حاد و عدل.
[3]- لببه: جمع ثيابه عند نحره في الخصومة ثمّ جره وجأ يوجأ: ضربه باليد و السكين.
[4]- كالسلعة- خ.
[5]- ان لا يتكلم- خ.
[6]- أبو سنان- خ.