خدا و آخرت، غايت افعال مؤمن
يَا ابْنَ جُنْدَب لا تَتَصَدَّقْ على اَعيُنِ النّاسِ لِيُزَكّوْكَ فَأِنَّكَ اِنْ فَعَلْتَ ذلكَ فَقَدِ اسْتَوْفَيْتَ اَجْرَكَ و لكن اذا أَعطَيْتَ بِيَمينِكَ فَلا تَطَّلِعْ عَليها شِمالَكَ فَاِنَّ الّذى تَتَصَدَّقُ لَهُ سِرّاً يَجْزيكَ عَلانيةً عَلى رُؤوسِ الاَشهادِ فِى الْيوم الّذى لا يَضُرُّكَ اَنْ لا يَطَّلِعَ النّاسُ على صَدَقَتِك ... يَا ابْنَ جُنْدَب اَلْخَيرُ كُلُّهُ اَمامَكَ و اِنَّ الشَّرَّ كُلَّهُ اَمامَكَ و لَنْ تَرَى الْخَيْرَ و الشَّرَّ اِلاّ بَعْد الاخِرَةِ لاَِنَّ اللّهَ جَلّ و عَزَّ جَعَلَ الخيرَ كُلَّهُ فى الجَنَّةِ و الشَّرَّ كُلَّهُ فى النّارِ لاَِنَّهُما الْباقيانِ وَ الواجِبُ عَلى مَنْ وَهَبَ اللّهُ لَهُ الهُدى و اَكْرَمَهُ بِالايمانِ و اَلْهَمَهُ رُشْدَهُ و رَكَّبَ فيه عقْلا يَتَعَرَّفُ بِهِ نِعَمَهُ و آتاهُ عِلماً و حُكْماً يُدَبِّرُ بِهِ اَمْرَ دينِهِ و دنياهُ اَنْ يوجِبَ عَلى نَفْسِهِ اَنْ يَشْكُرَ اللّهَ وَ لايَكْفُرَهُ و اَنْ يَذْكُرَ اللّهَ و لايَنْساهُ وَ اَنْ يُطيعَ اللَّهَ و لايَعْصيَهُ لِلقديمِ الّذى تَفَرَّدَ لَهُ بِحُسْنِ النَّظَرِ و لِلحديثِ الّذى اَنْعمَ عليهِ بعد اِذْ اَنْشَأَهُ مخلوقاً و لِلْجَزيلِ الّذى وَعَدَهُ وَ الفَضلِ الّذى لَمْ يُكَلِّفْهُ مِنْ طاعتِهِ فَوقَ طاعَتِهِ و ما يَعْجُزُ عَنِ القيام بِهِ و ضَمِنَ لَهُ الْعَونَ عَلى تَيْسيرِ ما حَمَلَهُ مِنْ ذلِكَ و نَدَبَهُ اِلَى الاستعانَةِ عَلى قليلِ ما كَلَّفَهُ و هُوَ مُعْرِضٌ عمّا اَمَرَهُ و عاجزٌ عَنْهُ قَدْ لَبِسَ ثَوبَ الاسْتِهانَةِ فيما بَيْنَهُ وَبْيَن رَبَّهِ مُتَقَلِّداً لِهَواهُ ماضياً فى شَهَواتِهِ مُؤْثِراً لِدُنياهُ عَلى آخرتِهِ و هُوَ فى ذلكَ يَتَمَنّى جِنانَ الْفِردَوسِ وَ ما يَنْبَغى لاَِحَد اَنْ يَطْمَعَ اَنْ يُنْزِّلَ بِعملِ الفُجّارِ مَنازِلَ الابرارِ اَما اَنَّهُ لَوْ وَقَعَتِ الواقعةُ و قامتِ القيامةُ و جاءتِ