النماذج التي طبقت فيها القاعدة والتي ذكرناها قبل قليل، ومنها مباحث بيع العبد المسلم للكافر، والجزية، ونحوها. وتعرضت لها بعض الكتب المؤلفة في القواعد الفقهية أيضا. إسناد لغة: مصدر أسند، وهو وسند واستند بمعنى واحد [1]، أي ركن إليه واعتمد واتكأ عليه [2]. اصطلاحا: يأتي: 1 - بالمعنى اللغوي، ومنه كلامهم في صحة صلاة المصلي إذا أسند ظهره إلى حائط ونحوه. وتقدم الكلام فيه إجمالا في العنوانين: " استقلال " و " استناد ". 2 - بمعنى النسبة والإضافة، فيقال: هذا القول أسند إلى فلان. 3 - بمعنى ذكر سند الرواية من الراوي الأخير إلى المنقول عنه الرواية من معصوم ونحوه. قال الشهيد الثاني: " الإسناد: رفع الحديث إلى قائله: من نبي، أو إمام، أو ما في معناهما " [1]. وعرف المسند بأنه: " ما اتصل سنده مرفوعا، من راويه إلى منتهاه، إلى المعصوم " [2]. وعرفه المحقق الداماد بأنه: " ما اتصل سنده من راويه متصاعدا إلى منتهاه، إلى المعصوم (عليه السلام) " [3]. وقال المامقاني: " عرفوه بأنه ما اتصل سنده بذكر جميع رجاله في كل مرتبة إلى أن ينتهي إلى المعصوم (عليه السلام) من دون أن يعرضه قطع بسقوط شئ منه " [4]. ثم قال - بعد أن نقل عن الشهيد [5] وبعض العامة: أن المسند أكثر ما يستعمل فيما جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله) -: " قلت: قد استقر اصطلاح الخاصة على ما سمعت تعريفهم إياه " [6]. الفرق بين سند الحديث وإسناده وأسناده: للحديث جزءان:
[1] أنظر الصحاح والقاموس المحيط: " سند ". [2] المعجم الوسيط: " سند "، وانظر القاموس المحيط: المادة نفسها. [1] الرعاية في علم الدراية (الدراية): 53. [2] المصدر نفسه: 96. [3] الرواشح السماوية: 127. [4] مقباس الهداية في علم الدراية 1: 202. [5] الرعاية في علم الدراية: 96. [6] مقباس الهداية في علم الدراية 1: 205.