و يستحبّ للإمام أن لا يختصّ نفسه بالدعاء، فقد روى الشيخ مسنداً [2]، و الصدوق مرسلًا أنّ رسول اللّٰه (صلّى اللّه عليه و آله) قال: من صلّىٰ بقوم فاختصّ نفسه بالدعاء دونهم فقد خانهم [3].
و يستحبّ أن يكون صلاته صلاة أضعف من خلفه، و روى الصدوق [4] و الشيخ [5] بسندهما عن إسحاق بن عمّار عن الصادق (عليه السلام) قال: ينبغي للإمام أن يكون صلاته على أضعف من خلفه.
و في رواية سماعة في باب الركوع قال: فأمّا الإمام فإنّه إذا قام بالناس فلا ينبغي أن يطوّل بهم، فإنّ في الناس الضعيف و من له الحاجة، فإنّ رسول اللّٰه (صلّى اللّه عليه و آله) كان إذا صلّىٰ بالناس خفّ بهم [6].
و روى السكوني عن جعفر عن أبيه عن عليّ (عليه السلام) قال: آخر ما فارقت عليه حبيب قلبي (صلّى اللّه عليه و آله) أنّه قال: يا عليّ إذا صلّيت فصلّ صلاة أضعف من خلفك. الحديث [7]، إلى غير ذلك من الأخبار.
و ذلك إذا لم يحبّ المأمومون الاستطالة و لم يعلم الإمام بذلك، و أمّا إذا علم أنّهم يحبّون ذلك فلا بأس به.
و أمّا موثّقة حمزة بن حمران و الصيقل قالا: دخلنا على أبي عبد اللّٰه (عليه السلام) و عنده قوم فصلّى بهم العصر، و قد كنّا صلّينا فعددنا له في ركوعه «سبحان ربّي العظيم» أربعاً أو ثلاثاً و ثلاثين مرّة، و قال أحدهما في حديثه: «و بحمده» في الركوع و السجود [8] سواء.