و قال الفاضل المجلسي (رحمه اللّه) في شرح الفقيه [2]: و الاحتياط في الإخفات في الظهر و إن كان الأظهر جواز الجهر فيها، و هو كذلك.
منهاج يستحبّ ترتيل القراءة
للإجماع، و لقوله تعالى وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا[3]، و قد فسّره أهل اللغة بالترسّل و التأنّي و التمهّل و تبيين الحروف و الحركات، تشبيهاً بالثغر المرتل، و هو المشبّه بنور الأُقحُوان.
و في الأخبار بما رواه ابن سنان عن الصادق (عليه السلام) في تفسيره قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): بيّنه تبياناً و لا تهذّه هذّ الشعر و لا تسرده سرداً و لا تنثره نثر الرمل، و لكن اقرعوا قلوبكم القاسية، و لا يكن همّ أحدكم آخر السورة [4].
و قال (عليه السلام) أيضاً على ما روي عنه في تفسيره-: إنّه حفظ الوقوف و بيان الحروف [5].
و قد مرّ ما ينفعك ذكره فيما يجب من القراءة من مراعاة الصّفات، و أنّ المستحبّ من تبيين الحروف هو مادّتها.
فإن أردنا من التأنّي و الترتيل و تبيين الحروف و حفظ الوقوف هو أداء الحروف عن المخارج بحيث لا يدمج أحدها في الآخر و يتميّز و أن لا يقف على الحركة و لا تصل بالسكون فهو واجب لاتّفاق القرّاء و أهل العربية على ذلك كما صرّح به بعض المحقّقين [6]، فالخروج عن مقتضاه خروج عن اللغة العربية، فحينئذٍ يطابق الآية و الأخبار و يبقى الأمر في الآية منزّلة على حقيقته، و هو الوجوب.