نام کتاب : غنائم الأيّام في مسائل الحلال والحرام نویسنده : القمّي، الميرزا أبو القاسم جلد : 5 صفحه : 231
ما يلحقهم بعد الإستبصار إنّما هو تفضّل من الله سبحانه وتعالى.
وأمّا
الصبي المميّز ؛ فالأظهر صحّة صومه ؛ لأنّ الأظهر كون عباداته شرعيّة لا كما توهّمه الشهيد
الثاني من القول بها مع نفي شرعيتها أيضاً ؛ لأنّه من باب الوضع [١] ، وقد مرّ تحقيق ذلك أيضاً في مباحث النيّة.
وأما
المغمى عليه ؛ فعن الأكثر أنّه يفسد بحصول الإغماء ولو في جزء من أجزاء النهار كالجنون [٢].
وقال
المفيد في المقنعة : وإذا أُغمي على المكلّف للصيام قبل استهلال الشهر ومضى عليه أيّام ثمّ
أفاق كان عليه قضاء ما فاته من الأيّام ، فإن استهلّ عليه الشهر وهو يعقل فنوى
صيامه وعزم عليه ثمّ أُغمي عليه وقد صام شيئاً منه أو لم يصم ثمّ أفاق بعد ذلك فلا
قضاء عليه ؛ لأنّه في حكم الصائم بالنية والعزيمة على أداء الفرض [٣].
وفي المختلف [٤] عن الخلاف : إذا نوى ليلاً وأصبح مغمى عليه حتّى ذهب
اليوم صحّ صومه ، وإذا نوى الصوم من الليل وأصبح مغمى عليه يوماً أو يومين وما زاد
عليه كان صومه صحيحاً ، وكذلك إن بقي نائماً يوماً أو أيّاماً ، وكذلك إذا أصبح
صائماً ثمّ جنّ في بعضه ، أو مجنوناً فأفاق في بعضه ونوى ، فلا قضاء عليه [٥].
ويظهر منهما
أنّ المغمى عليه إذا سبقته النية فيصحّ صومه ، وإن أطبق الإغماء يومه بل وأكثر من
يومه.
حجة
الأكثر : أنّ التكليف
يسقط بزوال العقل وجوباً وندباً ، فلا يصحّ ؛ لعدم الأمر الموجب للصحّة ، وأنّ كلّ
ما أفسد الصوم إذا وجد في جميعه أفسده إذا وجد في