الحمدُ لله ربّ
العالمين ، بارئ الخلائق أجمعين ، وباعثِ الرسل بما فيه حياةُ أهل الأرضين ، وواهب
مصابيح الظلم ومشكاة الديجور لعبادهِ الصالحين ، حمداً لا انقطاع له ولا أمد كما
هو أهله.
ونصلّي على خير
خلقِهِ محمّد كما حَمَل وحيه ، وبلّغ رسالاته ، وأحلّ حلاله ، وحرّم حرامه. وعلى
الأوصياء من بعده ، ومستودع علمه ، وباب حِكمته ، الناطقين بحجّته ، والداعين إلى
شريعته.
وبعد ، فإنّ
فضيلة العلم وفضيلة حامليه لا تخفى على أحد ، وقد قال تعالى (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) و (إِنَّما يَخْشَى
اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ).
وأيضاً لا يخفى
شرفُ علم الفقه وأفضليّته ، كما يُرشد إلى ذلك التأكيد عليه كلّ التأكيد في الآيات
والروايات ، فقد قال تعالى (فَلَوْ لا نَفَرَ
مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ).
وأضف إلى ذلك
أنّ فيه سعادة الدارين ، فإنّ العُلوم والتجارب والأبحاث الحديثة أثبتت وما زالت
تُثبت أرقاماً ذهبيّةً خالدةً في لوحة الإسلام العريقة ، فقد رَسَمَ الإسلام