مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) - الحسيني العاملي، السید جواد

نام کتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) نویسنده : الحسيني العاملي، السید جواد جلد : 8 صفحه : 229

..........
______________________________
فإن قلت: إمام الجمعة غیر منحصر فی الإمام علیه السلام إجماعاً.
قلت: هو منحصر فیه و مقصور علیه عند الفقهاء بأن یفعلها بنفسه أو بنائبه کما هو الشأن فی جمیع مناصبه و وظائفه، لأنه من المعلوم أنه ما یتولّی الحکومة بنفسه الشریفة فی جمیع البلدان.
و ما عساه یقال فی الجواب عن الموثّق بأنّه لا ینافی عدم الاشتراط، لأنه یشترط فی إمام الجمعة کونه یحسن الخطبتین و یتمکّن منهما لعدم الخوف و التقیة بخلاف إمام الجماعة، فضعیف جدّاً، لأنّ لفظ «الإمام» المطلق حقیقة إمّا فی المتبادر منه عند الإطلاق أو فیما یعمّه و إمام الجماعة، و لا سبیل فی الروایة إلی الثانی لما عرفته، فتعیّن الأوّل. و إنّما یرد ما ذکر لو کان للإمام معنیً آخر خاصّ و هو إمام الجماعة مع قید أنه یحسن الخطبة و یتمکّن من الجمعة من غیر خوف و تقیة، و هذا المعنی لا أثر له فی الاستعمالات و الاطلاقات بالکلّیة بل لم یحتمله أحد.
نعم روی هذا الموثّق [1] بنحوٍ آخر بزیادةٍ بین قوله «أربع رکعات» و قوله «و إن صلّوا جماعة» و هی هذه: یعنی إذا کان إمام یخطب فإن لم یکن إمام یخطب فهی أربع رکعات و إن صلّوا جماعة. فیکشف عن أنّ المراد بالإمام المطلق مَن فسّر به فیه و هو أعمّ من إمام الأصل، لکن یحتمل کون التفسیر من الراوی.
و مع ذلک فالظاهر أنّ المراد بمن یخطب خصوص الإمام أو نائبه الخاصّ، لحصول أقلّ الخطبة الّذی هو قول: الحمد للّٰه و الصلاة علی محمّدٍ و آله، و یا أیّها الناس اتقوا ربّکم من کلّ إمام جماعة، و من البعید جدّاً بل قال الاستاذ [2] إنّ من المحال عادةً وجوده مع عدم تمکّنه منه و لو بالتلقین، و لیست القدرة علی إنشاء الخطبة شرطاً عندهم. قال فی «مصابیح الظلام»: لو قالوا باشتراطها فسدت

(1) وسائل الشیعة: ب 5 من أبواب صلاة الجمعة ح 3 ج 5 ص 13.
(2) وهما البهبهانی فی مصابیح الظلام: فی صلاة الجمعة ج 1 ص 73 س 16 (مخطوط فی مکتبة الگلپایگانی)، و السیّد الطباطبائی فی ریاض المسائل: فی صلاة الجمعة ج 4 ص 34.

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست