مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) - الحسيني العاملي، السید جواد

نام کتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) نویسنده : الحسيني العاملي، السید جواد جلد : 8 صفحه : 216

..........
______________________________
العلم به غالباً إلّا بعد السعی. و قال أیضاً فی موضع آخر: لا فرق عند هؤلاء بین زمنی الغَیبة و الظهور فی کون الوجوب عینیّاً أو تخییریّاً فإنّها إنّما تجب عندهم عیناً عند الظهور إذا وجد الإمام أو نائبه بخصوصه کامرائه، فإذا لم یوجد تخیّر المؤمنون إذا لم یخافوا فی العقد، و حال الغَیبة أیضاً کذلک من غیر فرق إلّا أنه لا یوجد فیها الإمام و لا نائبه بعینه. و قال: إنّ تعیّن العقد علی الإمام أو نائبه إنّما یعلم بالإجماع إن ثبت، و الآیة و أکثر الأخبار إنّما تعیّن الحضور إذا انعقدت لا العقد، انتهیٰ کلامه [1].
و قولهم بالوجوب التخییری مبنیّ علی أنّ الوجوب أعمّ من العینی و التخییری و أنّ الإجماع منع من الأوّل فبقی الثانی، و لا یخفی أنّ الواجب هو الفعل الّذی یمنع من ترکه المدلول علیه بالأمر، فإن أراد الشارع فعلًا معیّناً و إیقاعه من مباشر معیّن فعینی، و إن أراد به الکلّی الدائر بین متعدّد فتخییری، و إن لم یرد الکلّی و المعیّن من مباشر بعینه فکفائی، فالوجوب ممّا یتّحد معناه، و اتصافه بالعینی و قسیمیه إنّما هو باعتبار متعلّقه من الفعل و المکلّف، فالأمر الإیجابی مع عدم ثبوت البدل یفید العینی کما تقرّر فی الاصول [2]. و بدلیة الظهر للجمعة بناءً علی العمل بالأدلّة فی زمان الحضور إنّما هی مع تعذّرها کبدلیة التیمّم للوضوء لا أنه جاز فعله معها کأفراد الکفّارة المخیّرة، فإن أمکن و جاز إقامة الجمعة إمّا مع الشرط أو بدونه تعیّنت کما کانت فی زمن النبی صلی الله علیه و آله و سلم و بعده و إلّا تعیّنت الظهر، فالقول بتخییر المکلّف بناءً علی أنه قسم من الواجب ممّا لا وجه له، إذ مفهوم الأخبار لا یختلف باختلاف الأزمنة و لا یعتبر الزمان فی الدلالة اللفظیة.
و أمّا قولهم: إنّ رفع الوجوب العینی لعدم شرطه لا یستلزم رفع الجواز فیصحّ فعلها تفریعاً علی أصالته، فممنوع فإنّه یستلزم رفع الجواز المتنازع فیه، لأنه بمعنی الوجوب و حیث تکون مجزیة قامت مقام الظهر، و الجائز بل المستحبّ

(1) کشف اللثام: ج 4 ص 234 235.
(2) کفایة الاصول: بحث الأوامر، فی اقتضاء إطلاق الصیغة .. ص 99.

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست