نام کتاب : مصباح الفقيه نویسنده : الهمداني، آقا رضا جلد : 5 صفحه : 418
ورواية عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «ينبغي أن يتخلّف عند قبر الميّت أولى الناس به بعد انصراف الناس عنه , ويقبض على التراب بكفّيه , ويلقّنه برفيع [١] صوته , فإذا فعل ذلك كفى الميّت المسألة في قبره» [٢].
والظاهر عدم العبرة بخصوص الألفاظ الواردة , وجواز الاجتزاء بكلّ ما يؤدّي مؤدّاها , إذ المقصود بالتلقين على الظاهر ليس إلّا تذكرة العهود السابقة والعقائد الحقّة التي يسأل عنها , بل لو قيل بأولويّة تلقين كلّ شخص بلسانه الذي كان يفهمه حال حياته , لكان وجها وإن كان الأوجه أولويّة الألفاظ المأثورة حتى لم لم يكن يعقلها حال حياته , لانتقال الميّت إلى عالم آخر لا يختلف عليه الحال باختلاف الألسن على الظاهر , والله العالم.
والظاهر عدم كون سائر الخصوصيّات المذكورة في الروايتين ـ عدا انفراد الملقّن الذي تطابقت النصوص والفتاوى على اعتباره ـ كوضع الفم عند رأسه وكونه بأرفع صوته وقبضه على التراب من مقوّمات موضوع التلقين , بل هي من قبيل الفضل والاستحباب.
وكونه من الوليّ أيضا لا يبعد أن يكون كذلك , كما يستشمّ من رواية يحيى ابن عبد الله , المتقدّمة [٣].