فهو على إجماله ممّا لا ريب فيه , بل هو من الضروريّات الّتي يخرج منكرها عن زمرة المسلمين.
(و) تفصيله يتوقّف على شرح ما به يتعلّق هذا الحقّ ومستحقّيه :ف (فيه فصلان.)
وينبغي قبل الخوض في المقصد , التنبيه على أمر , وهو : أنّه يظهر من جملة من الأخبار : أنّ الدّنيا بأسرها ملك لرسول الله وأوصيائه ـ عليه وعليهمالسلام ـ ولهم التصرّف فيها بما يريدون من الأخذ والعطاء.
منها : رواية أبي بصير عن الصادق ـ عليهالسلام ـ , قال , قلت له : أما على الإمام زكاة؟ فقال : أحلت يا أبا محمّد؟ أما علمت أنّ الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء , ويدفعها الى من يشاء , جائز له ذلك من الله , إنّ الإمام لا يبيت ليلة أبدا ولله في عنقه حقّ يسأله عنه [٢].
وخبر ابن ريّان , قال : كتبت الى العسكري ـ عليهالسلام ـ : روي لنا أن ليس لرسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ من الدنيا إلّا الخمس , فجاء الجواب «أنّ الدنيا وما عليها لرسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ» [٣].
وفي مرسل محمد بن عبد الله , المضمر الدنيا وما فيها لله ولرسوله ولنا , فمن غلب على شيء منها فليتّق الله , وليؤدّ حقّ الله , وليبرّ
[١]الفقيه ٢ : ٢١ / ٧٧ , الخصال : ٢٩٠ / ٥٢ , الوسائل : الباب ١ من أبواب ما يجب فيه الخمس , الحديث ٢.