نام کتاب : مصباح الفقيه نویسنده : الهمداني، آقا رضا جلد : 14 صفحه : 323
هشام بن سالم المتقدّمة : إن هو نوى الصوم قبل أن تزول الشمس حسب له يومه , وإن نواه بعد الزوال حسب له من الوقت الذي نوى فيه [١] انتهى.
أقول : الظاهر أنّ المقصود بالرواية نقصانه من حيث الفضيلة واستحقاق الأجر , لا كونه صوما من ذلك الوقت , وإلّا لكان عليه أن ينوي الصوم بإمساكه من هذا الحين.
مع أنّه بهذا القصد تشريع , وإنّما المشروع أن ينوي الصوم بترك المفطرات الحاصل من أوّل اليوم , فالنيّة اللاحقة بالنسبة إلى الإمساك السابق : إمّا من قبيل إجازة الفضولي يجعله بحكم المنوي , أو أنّه يستكشف من اكتفاء الشارع بها أنّ حقيقة الصوم هي ترك المفطرات في مجموع النهار مع النيّة , بأن يكون مجموعه من حيث المجموع اختياريّا له بعنوان الإطاعة , لا كلّ جزء جزء من أجزائه , كما تقدّم تصويره في صدر المبحث.
فصوم يوم الجمعة ـ مثلا ـ ليس إلّا كما لو نذر أن لا يدخل في يوم الجمعة دار زيد , أو لا يتكلّم معه , فلو غفل عن نذره ولم يلتفت إلّا بعد الزوال من ذلك اليوم , فإن حصل منه مخالفة نذره ـ وهو الدخول في دار زيد في زمان غفلته ـ فقد سقط التكليف بالوفاء بالنذر بحصول مخالفته لا عن قصد , وإلّا فعليه تركه في ما بقي من النهار , ويتحقّق به عنوان الوفاء , ويستحقّ أجره , فكذلك في ما نحن فيه.
فمن أصبح ولم يتناول شيئا من المفطرات حتى ارتفع النهار , أو إلى العصر , ثم بدا له رأي في صوم ذلك اليوم وتركها اختيارا في بقيّة