ورواية قرب الإسناد عن حبّ ماء تقع فيه أوقية بول , هل يصلح شربه أو الوضوء [منه] [٢]؟ قال : «لا يصلح» [٣].
وموثّقة عمّار عن الصادق عليهالسلام في ماء شرب منه باز أو صقر أو عقاب أو دجاجة , فقال : «كلّ شيء من الطير يتوضّأ بما يشرب منه إلّا أن ترى في منقاره دما , وإن رأيت في منقاره دما فلا تتوضّأ منه ولا تشرب» [٤] الى غير ذلك.
وقيل في الانتصار لهذا القول : اعتبارات ضعيفة ووجوه هيّنة :
منها : لو كان ينجس الماء بملاقاة النجاسة لما جاز إزالة النجاسة بشيء منه بوجه , لأنّ النجس منجّس , فلا يكون مطهّرا.
ومنها : أنّ اشتراط الكرّية مثار الوسواس , ولأجله شقّ الأمر على الناس , وكيف يصنع أهل مكّة والمدينة؟ إذ لا يكثر فيهما المياه الجارية ولا الراكد الكثير , ومن أوّل عصر النبي صلىاللهعليهوآله الى آخر عصر الصحابة لم تنقل واقعة في الطهارات , ولا سؤال عن كيفية حفظ المياه من النجاسات , وكانت أواني شربهم مثلا يتعاطاها الصبيان والنساء والإماء , الذين لا
[١]الكافي ٦ : ٤١٠ ـ ١٥ , التهذيب ٩ : ١١٢ ـ ٤٨٥ , الوسائل , الباب ١٨ من أبواب الأشربة المحرّمة , الحديث ١ , وفيها : «تقطر» بدل «قطرت».