responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الفقاهة نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 52
- لتفهيم أمر تعلق به غرضه - فهو واضع حقيقة. نهاية الامر أن إطلاق الواضع على الجاعل الاول إنما هو لسبق زمانه، وقدم عهده. ولا فارق فيما ذكرناه بين الجمل الخبرية والجمل الانشائية، وغيرهما من الالفاظ المفردة والمركبة التي هي من الامارات الجعلية. نعم تفترق الجمل الانشائية عن الجمل الخبرية بأن الجمل الانشائية إنما وضعت بهيئاتها الانشائية لابراز أمر ما من الامور النفسانية: وهذا الامر النفساني قد يكون اعتبارا من الاعتبارات، كما في الامر والنهي والعقود والايقاعات. وقد يكون صفة من الصفات، كما في التمني والترجي. ولاجل ذلك أن الجمل الانشائية لا تتصف بالصدق تارة وبالكذب أخرى. إذ ليس في مواردها خارج تطابقه النسبة الكلامية أو لا تطابقه. وهذا بخلاف الجمل الخبرية، فانها موضوعة لابراز قصد الحكاية عن الثبوت أو السلب. وعليه فالهيئات التركيبية للجمل الخبرية أمارة على قصد المتكلم للحكاية عن النسبة، وهذه الحكاية قد تطابق الواقع فتكون الجملة صادقة، وقد تخالفه فتكون كاذبة. وقد اتضح لك مما ذكرناه أن المتصف بدء بالصدق والكذب - في الجمل الخبرية - إنما هو الحكاية عن الواقع. وأما اتصاف الجملة الخبرية بهما إنما هو من قبيل وصف الشئ بحال متعلقه. والمتحصل مما بيناه أن استعمال اللفظ في المعنى ليس إلا إظهار المقاصد النفسانية بمبرز خارجي سواء في ذلك الجمل وغيرها. وإذن فالانشاء من مصاديق استعمال اللفظ في المعنى بلا ارتباط له بايجاد المعنى باللفظ. حقيقة البيع وتعريفه لا يخفى على الناقد البصير أن البيع ليس إنشاء ساذجا - وإن علم عدم تحقق الاعتبار النفساني - وإلا لصدق مفهوم البيع على بيع الهازل والساهي والنائم والسكران وأمثالهم، ولا أنه صرف الاعتبار النفساني - وإن لم يقترن به المظهر الخارجي -

نام کتاب : مصباح الفقاهة نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست