responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الفقاهة نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 1  صفحه : 598
وصول حاجة، ليغتر المخاطب بقوله فيرتب عليه الاثر فيضحك منه الناس. وهذا لا شبهة في كونه من الكذب، فانه عبارة عن الخبر غير الموافق للواقع، واختلاف الدواعي لا يخرجه عن واقعه وحقيقته، واذن فيكون مشمولا لما دل على حرمة الكذب. وقد يكون الكلام بنفسه مصادقا للهزل، بحيث يقصد المتكلم انشاء بعض المعاني بداعي الهزل المحض، من غير أن يقصد الحكاية عن واقع ليكون اخبارا ولا يستند الى داع آخر من دواعي الانشاء، ومثاله أن ينشئ المتكلم وصفا لاحد من حضار مجلسه بداعي الهزل، كاطلاق البطل على الجبان، والزكى على الابله، والعالم على الجاهل. وهذا لا دليل على حرمته مع نصب القرينة عليه، كما استقربه المصنف، والوجه في ذلك هو ان الصدق والكذب انما يتصف بهما الخبر الذي يحكي عن المخبر به، وقد عرفت ان الصادر عن الهازل في المقام ليس الا الانشاء المحض فيخرج عن حدود الخبر موضوعا. وقد يقال بالحرمة هنا ايضا لاطلاق جملة من الروايات: منها مرسلة سيف المتقدمة فانها ظاهرة في وجوب الاتقاء عن صغير الكذب وكبيره في الجد والهزل على وجه الاطلاق. وفيه مضافا الى كونها ضعيفة السند، ان انشاء الهزل خارج عن الكذب موضوعا كما عرفت، فلا يشمله ما دل على حرمة الكذب. ومن هنا ظهر الجواب عن التمسك برواية أبي ذر المتقدمة من اثبات الويل لمطلق الكاذب، كما ظهر الجواب عن رواية الحارث الاعور [1]،

[1] عن علي (عليه السلام) قال: لا يصلح الكذب جد وهزل (امالي الصدوق: 342، عنه الوسائل 12: 250 (ضعيفة بابي وكيع).
نام کتاب : مصباح الفقاهة نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 1  صفحه : 598
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست