وقد عرفت ما ذكره
الإمام في تفسيره في معنى الرضاء [١].
وظهر ممّا ذكرنا
أنّ القول بكون العدالة هي ظاهر الإسلام مع عدم ظهور الفسق ممّا لم يظهر قائل به ،
ونسبته إلى من نسب إليه غير جيّدة.
وأمّا حسن الظاهر
، فالظاهر أنّه هنا في قبال حسن الباطن ، والمراد من حسن الباطن : هو ملكة الإتيان
بالأفعال الحسنة والاجتناب عن القبيحة حتى تكون سريرته حسنة ، فحسن الظاهر : كون
ظاهره ظاهراً حسناً ، فتظهر منه الأفعال الحسنة ، ويجتنب القبائح ظاهراً من غير
معرفة بباطنه وسريرته. فيتّحد حسن الظاهر مع العدالة ، بمعنى الملكة في الآثار
الظاهرة ، ويختلفان بالحقيقة ، فيكون ظهور هذه الآثار أو نفسها عدالةً على القول
بحسن الظاهر ، ومبدؤها ومنشأها يكون هي العدالة على القول بالملكة.
ثم إنّا لم نعثر
من المتقدّمين على الفاضلين من ذكر ذلك بهذا العنوان ، أي عنوان حسن الظاهر.
نعم ، ذكره
المحقّق في الشرائع [٢] والفاضل في بعض كتبه كالإرشاد وغيره [٣] من غير ارتضائهما
به ، وذكره جمع ممّن تأخّر [ عنهما [٤] ] أيضاً [٥].
إلاّ أنّه يوجد في
كلمات جمع من الأوائل ما لا يأبى عن حمله عليه ظاهراً ، كما سبق في كلام المفيد ،
وقول الشيخ في النهاية ، قال : العدل