والفاضل في
التحرير وشيخنا الشهيد الثاني في الروضة [١] اقتصاراً فيما يخالف الأصل على موضع الدليل.
الثاني من الشرائط
: كمال العقل.
فلا تقبل شهادة
المجنون بلا خلاف كما صرّح به كثير [٢] ، بل إجماعاً محقّقاً ومنقولاً [٣] ؛ وهو الحجّة
فيه.
مضافاً إلى ما
يدلّ على اشتراط العدالة كتاباً وسنّة ، وتحقّقها في غير العاقل غير معقول ،
وتعارضه مع بعض العمومات لا يفيد ؛ إذ يرجع حينئذٍ إلى الأصل ، وإلى ما سيأتي في
عدم قبول شهادة المغفّل ونحوه.
وقد يستدلّ [٤] بقوله تعالى ( مِمَّنْ
تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ )[٥] ، والمجنون ليس منه.
مع أنّ في تفسير
الإمام : عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام في قوله تعالى ( مِمَّنْ تَرْضَوْنَ
مِنَ الشُّهَداءِ ) قال : « ممّن ترضون دينه ، وأمانته ، وصلاحه ، وعفّته ،
وتيقّظه فيما يشهد به ، وتحصيله ، وتمييزه ، فما كلّ صالحٍ مميّزاً ولا محصّلاً ،
ولا كلّ محصّلٍ مميّزٍ صالح » [٦].
وفيه : أنّه إنّما
يفيد لو كانت في الآية دلالةٌ ، على عدم قبول شهادة