ومن ذلك يظهر سرّ
ما سبق من أنّ الكبائر إلى سبعمائة أقرب ، بل على هذا يصعب حصر الكبائر ، والله هو
العالم بالسرائر.
فرع : قد مرّ رواية الفضل : أنّ من الكبائر الإصرار على
الصغائر [١] ، وتدلّ عليه أيضاً رواية الحسين بن زيد الطويلة ،
المرويّة في الفقيه في ذكر المناهي ، وفي آخرها : « لا كبيرة مع الاستغفار ولا
صغيرة مع الإصرار » [٢] ، ورواية ابن سنان المتقدّمة [٣] ، ونفى بعض
مشايخنا المعاصرين عنه الريب بل الخلاف [٤] ، وهو كذلك ، بل هو إجماعي.
وبما ذكر يجبر ما
لو كان في الأخبار من الضعف ، وبهما تخصّص الأخبار الظاهرة في الحصر فيما لا يدخل
فيه ذلك ؛ مع أنّ عدم كونه ممّا أوعد الله عليه النار ولو بالواسطة غير معلوم.
ثم إنّهم اختلفوا
في حدّ الإصرار الموجب لدخول الصغيرة في الكبائر.
فقيل : هو
المداومة على نوع واحد منها ، والمواظبة والملازمة له [٥].
وقيل : هو الإكثار
منها ، سواء كان من نوع واحد أو من أنواع مختلفة ، ذكره في المسالك والروضة وكشف
الرموز [٦] وغيرها [٧].