والمرويّ في
المحاسن : « ما أكل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم متّكئا ولا نحن » [١] إلى غير ذلك.
وقد اختلفوا في
المراد من الاتّكاء في هذا المقام ، قال ابن الأثير : « لا آكل متّكئا » المتّكي
في العربيّة : كلّ من استوى قاعدا على وطاء متمكّنا ، والعامّة لا تعرف المتّكي
إلاّ من مال في قعوده معتمدا على أحد شقّيه ، ومعنى الحديث : أنّي إذا أكلت لم
أقعد متمكّنا فعل من يريد الاستكثار ، ومن حمل الاتّكاء على الميل إلى أحد الشقّين
تأوله على مذهب الطب [٢].
وفي فتح الباري
لابن حجر : اختلف في صفة الاتّكاء ، فقيل : أن يتمكّن في الجلوس للأكل على أيّ صفة
كان. وقيل : أن يميل على أحد شقّيه. وقيل : أن يعتمد على يده اليسرى من الأرض.
ثمَّ فسّر الحديث نحوا من النهاية. وعن أبي الجوزاء : الجزم في تفسير الاتّكاء
أنّه الميل إلى أحد الشقّين [٤].
أقول : المستفاد
من كلماتهم أنّ للاتّكاء معاني :
أحدها : الجلوس
على البساط متمكّنا ، مسندا ظهره إلى الوسائد ، من دون ميل إلى جانب.
وثانيها : الاتّكاء
باليد.
وثالثها : الميل
إلى أحد الشقّين كما هو المتعارف عند العامّة.
[١] المحاسن : ٤٥٨ ـ
٣٩٢ ، الوسائل ٢٤ : ٢٥٢ أبواب آداب المائدة ب ٦ ح ٨.