نعم ، ورد في بعض
الأخبار : أنّه يورث السقم في الجسد ويهيّج الداء [١] ، من غير جعل ذلك
تعليلا للتحريم. وفيه أيضا : أنّه من أكل الطين وضعف عن العمل ـ الذي كان يعمله
قبل أن يأكله ـ يعذّب عليه [٢]. ثمَّ كما أشرنا إليه يعمّ التحريم القليل منه والكثير إذا
كان قليله مضرّا أيضا.
وأمّا ما يضرّ
كثيره دون قليله ـ كالأفيون [٣] والسقمونيا [٤] وشحم الحنظل وغيرها ـ فالمحرّم منه ما بلغ ذلك الحدّ دون
غيره ، وكذا ما يضرّ منفردا دون ما إذا أضيف إلى غيره ولو كان كثيرا لا يحرم
الكثير المضاف إليه أيضا ، وما يضرّ تكريره دون أكله مرّة يحرم التكرير خاصّة.
والضابط في
التحريم : ما يحصل به الضرر. والضرر الموجب للتحريم يعمّ الهلاكة وفساد المزاج
والعقل والقوّة وحصول المرض أو الضرر في عضو.
وبالجملة : كلّ ما
يعدّ ضررا عرفا ؛ للإجماع ، وإطلاق رواية المفضّل [٥].
وهل يناط التحريم
بالعلم العاري الحاصل بالتجربة وقول جمع من الحذّاق ونحوهما ، أو يحرم بغلبة الظنّ
أيضا؟
صرّح في الكفاية
بالثاني [٦]. وهو الأحوط ، وإن كان الأصل يقوّي الأول.
[١] انظر الوسائل ٢٤
: ٢٢٠ أبواب الأطعمة المحرّمة ب ٥٨.
[٢] انظر الوسائل ٢٤
: ٢٢٠ أبواب الأطعمة المحرّمة ب ٥٨.
[٣] الأفيون :
عصارة لبنيّة تستخرج من الخشخاش ـ انظر المنجد : ١٣.
[٤] السّقمونيا :
نبات يستخرج من تجاويفه رطوبة دبقة وتجفف وتدعى باسم نباتها ، وله خواصّ ـ انظر
القاموس ٤ : ١٣٠.