المقام
الثالث : في جنس الهدي ،
وسنّه ، ووصفه ، وعدده ، وفيه مسائل :
المسألة
الأولى : يجب أن يكون من
إحدى النعم الثلاث : الإبل ، والبقر ، والغنم ، بلا خلاف فيه ، كما صرّح به طائفة [١] ، بل بالإجماع كما
ذكره جماعة [٢] ، بل هو إجماع محقّق ، فهو الدليل عليه مع أصل الاشتغال ،
حيث لا إطلاق معلوما يصدق على غيرها ، ولو كان لوجب صرفه إليها ، ولأنّها
المتبادرة المعتادة ، ولصحيحة زرارة [٣] المتقدّمة في صدر بحث الهدي.
المسألة
الثانية : إن كان الهدي
إبلا أو بقرا أو معزا يجب أن يكون ثنيّا ، وإن كان ضأنا يجزئ فيه الجذع ، بلا خلاف
فيه يعلم ، كما في الذخيرة [٤] ، وفي المدارك : أنّه مذهب الأصحاب [٥] ، وفي المفاتيح
وشرحه : الإجماع عليه والاتّفاق [٦]. والظاهر أنّه كذلك ، فهو الحجّة فيه المعتضدة بالاحتياط.
وأمّا الأخبار فلا
يثبت منها تمام المطلوب ، لأنّ منها ما يدلّ على إجزاء هذه الأسنان في الثلاث دون
نفي غيرها :
كصحيحة العيص : «
الثنيّة من الإبل ، والثنيّة من البقر ، والثنيّة من المعز ، والجذع من الضأن » [٧].
[١] منهم صاحب
المدارك ٨ : ٢٨ ، السبزواري في الذخيرة : ٦٦٦.
[٢] منهم ابن زهرة
في الغنية ( الجوامع الفقهية ) : ٥٨١ ، الفيض في المفاتيح ١ : ٣٥٣.