وهي أقرب الجمرات
الثلاث إلى مكّة ، والخارج من مكّة إلى منى يصل أولا إليها في يسار الطريق ، وهي
منصوبة اليوم في جدار عظيم متّصل بتلّ بحيث تظهر جهتها الواحدة.
ورميها بالجمار في
ذلك اليوم واجب ، بلا خلاف يعلم ، كما عن التذكرة والمنتهى والذخيرة [١] ، بل مطلقا كما
في غيرها [٢].
وأمّا ما وقع في
بعض كلمات الشيخ ـ من أنّ الرمي سنّة [٣] ـ فأراد به مقابل الفرض ، بمعنى : ما ثبت وجوبه من الكتاب
، صرّح بذلك في السرائر ، ثمَّ قال : لا خلاف عندنا في وجوبه ولا أظنّ أحدا من
المسلمين خالف فيه [٤] ، كذا قيل [٥].
وفيه : أنّ قول
صاحب السرائر ذلك إنّما هو في مطلق الرمي بعد الرجوع إلى منى ، وأمّا رمي جمرة
العقبة يوم النحر فقال فيه : وينبغي أن يرمي يوم النحر جمرة العقبة [٦]. وظاهر ذلك
الاستحباب كما لا يخفى.