فإنّ هذه الرواية
صريحة في نفي الخصوصيّة ، وأصدق شاهد على الجمع المذكور.
ومنه يظهر أنّ
الحق : عدم ثبوت خصوصيّة لصوم يوم عرفة ، بل هو كسائر الأيّام ، ويستحبّ صومه نحو
استحبابها ، إلاّ مع خوف الضعف عن الدعاء أو التباس أول الشهر فينزل عن سائر
الأيّام أيضا ويكره صومه ، للتصريح بذلك في بعض الروايات المتقدّمة.
ومنها: صوم يوم عاشوراء
، فإنّه قال باستحبابه جمع من الأصحاب على وجه الحزن والمصيبة [١] ، بل قيل : لا
خلاف فيه أجده [٢]. وعن ظاهر الغنية : الإجماع عليه [٣].
أمّا أصل الاستحباب
فللمستفيضة من الأخبار ، كرواية أبي همام : « صام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم عاشوراء » [٤].
ورواية مسعدة : «
صوموا العاشوراء التاسع والعاشر فإنّه يكفّر ذنوب سنة » [٥].
ورواية القدّاح :
« صيام يوم عاشوراء كفّارة سنة » [٦].
ورواية النواء : «
لزقت السفينة يوم عاشوراء على الجودي ، فأمر نوح من
[١] كما في المبسوط
١ : ٢٨٢ ، والنافع : ٧١ ، والقواعد ١ : ٦٨.