المذكور في النصوص
أن يتخلل الصبح السماء ، كما في مصحح الحلبي وصحيح عبد الله بن سنان المتقدمين [١] وفي موثق معاوية بن وهب : «
ثمَّ أتاه حين نور الصبح » [٢]. وفي
رواية معاوية بن ميسرة : « فقال : أسفر
بالفجر فأسفر » [٣]. وهذه العناوين لا تخلو من إجمال في نفسها ، فضلا عن
ملازمتها لحدوث الحمرة المشرقية ، ولذلك خلت جملة من العبارات عنها ، واشتملت على
التعبير بالاسفار والتنوير. ومع ذلك فقد صرح جماعة ـ كما في مفتاح الكرامة ـ بأن
المراد بالأسفار في الكتاب والأخبار ظهور الحمرة. ويشهد لهم في الأول عدم تحرير
الخلاف في ذلك مع اختلاف تعبيرهم كما عرفت ، ولكن في استفادة ذلك من الأخبار تأملا
ظاهراً بل قد يظهر من صحيح
ابن يقطين ـ : « عن الرجل لا يصلي
الغداة حتى يسفر وتظهر الحمرة .. » [٤] ـ عدمه. وحمل
العطف على التأكيد خلاف الأصل. إلا أن يقال : الاستعمال أعم من الحقيقة. فالعمدة
في ذلك ظهور الإجماع عليه.
[١] من الواضح أنه
إذا طلعت الشمس حدث لكل شاخص على سطح الأفق ـ أي : على وجه الأرض ـ ظل طويل إلى جهة
المغرب ، ثمَّ لا يزال ينقص ذلك الظل كلما ارتفعت الشمس حتى تبلغ وسط السماء وتصل
إلى دائرة نصف النهار وهي : دائرة عظيمة موهومة ، مارة بقطبي