الشك بعد العمل ،
أو بعد الجواز ، فإنه أيضاً يمتنع إرادة المفهوم الحقيقي من الأمور المذكورة أو
الادعائي ، فيتعين إرادة البنائي.
وعلى هذا فالأمور
المذكورة في المتن غير كافية في جريان القاعدة ، إلا إذا أحرز بها الفراغ البنائي
، كما أن فقدها لا يمنع من جريانها ، إذا أحرز الفراغ البنائي من طريق آخر. ومن
ذلك يظهر الاشكال فيما ذكره في الجواهر من تحقق الفراغ بأحد أمرين ، فإنه إن رجع
الأول إلى الثاني فهما أمر واحد ، وإلا فتحققه بالأول غير ظاهر.
[١] كما عن الحلي
في السرائر ، وجماعة من المتأخرين ، كالشهيدين والمحقق الثاني ، والسيد في المدارك
، وغيرهم. ويستدل له بما ورد في إلغاء شك كثير الشك في الصلاة ، كصحيح ابن مسلم : «
إذا كثر عليك السهو فامض في صلاتك ، فإنه يوشك أن يدعك ، إنما هو من الشيطان » [١] وما في مصحح زرارة وأبي بصير : «
لا تعودوا الخبيث من أنفسكم نقض الصلاة فتطمعوه ، فان الشيطان خبيث معتاد لما عود
، فليمض أحدكم في الوهم ، ولا يكثرن نقض الصلاة ، فإنه إذا فعل ذلك مرات لم يعد
إليه الشك. ثمَّ قال (ع) : إنما يريد الخبيث أن يطاع ، فاذا عصي لم يعد إلى أحدكم
» [٢]. وصحيح
ابن سنان : « ذكرت لأبي عبد الله (ع) رجلا مبتلى
بالوضوء والصلاة ، وقلت : هو رجل عاقل. فقال أبو عبد الله (ع) وأي عقل له وهو يطيع
الشيطان؟ فقلت له : وكيف يطيع الشيطان؟
[١] الوسائل باب :
١٦ من أبواب الخلل في الصلاة حديث : ١.
[٢] الوسائل باب :
١٦ من أبواب الخلل في الصلاة حديث : ٢.
نام کتاب : مستمسك العروة الوثقى نویسنده : الحكيم، السيد محسن جلد : 2 صفحه : 520