نام کتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 12 صفحه : 81
[الثالث: كلّ ما حصل فيه شيء من النجاسات]
الثالث: كلّ ما حصل فيه شيء (1) من النجاسات، كالدم أو البول أو العذرة، فإن كان مائعا حرم و إن كثر، و لا طريق إلى تطهيره. و إن كان له حالة جمود، فوقعت النجاسة فيه جامدا، كالدّبس الجامد و السمن و العسل، ألقيت النجاسة و كشط ما يكتنفها و الباقي حلّ.
قوله: «كلّ ما حصل فيه شيء. إلخ».
(1) لا إشكال في نجاسة المائعات- كالدّبس و الخلّ و الزيت و غيرها- إذا حصل فيها شيء من النجاسات و إن كثر.
و الأظهر بين الأصحاب أنه لا سبيل إلى طهارتها ما دامت باقية على حقيقتها، لأن المعتبر في تطهير النجس أن يصيب الماء المطهّر كلّ جزء من أجزاء النجس، و ما دام المائع متميّزا باقيا على حقيقته- أو بعضه- لا يكون الماء مستوعبا لذلك المتميّز.
و للعلامة [1] قول بطهرها مع تخلّل أجزائها، حتى الدهن. و هو بعيد، إلا بتقدير زوال الإضافة بأن يصير ماء مطلقا، و معه تنتفي فائدة تطهيرها غالبا.
و لو كانت جامدة و لو في بعض الأحوال- كالدبس و السمن و العسل- لم ينجس بوقوع النجاسة فيها سوى ما اتّصل بها، فيكشط ما يكتنفها و يحلّ الباقي.
و به روايات كثيرة، منها صحيحة زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إذا وقعت الفأرة في السمن فماتت، فإن كان جامدا فألقها و ما يليها و كل ما بقي، و إن كان ذائبا فلا تأكله، و استصبح به، و الزيت مثل ذلك» [2]. و فيها دلالة على عدم