الأصل في اعتبار
المماثلة قوله تعالى : ( فَجَزاءٌ مِثْلُ ما
قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ )[١] والمتبادر من المماثلة ما كان بحسب الصورة ، وهو يتحقق في
مثل النعامة فإنّها تشابه البدنة ، وبقرة الوحش فإنّها تشابه البقرة الأهلية ،
والظبي تشابه الشاة ، لكنه لا يتم في البيض مع أنّهم عدوه من ذوات الأمثال ،
والأمر في التسمية هيّن بعد وضوح الحكم في نفسه ، وسيجيء تفصيل الكلام في ذلك إن
شاء الله تعالى.
قوله
: ( وأقسامه خمسة ، الأول : النعامة وفي قتلها بدنة ).
هذا قول علمائنا
أجمع ووافقنا عليه أكثر العامة [٢] ، ويدل عليه روايات : منها. صحيحة حريز ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : أنّه قال في
قول الله عزّ وجلّ ( فَجَزاءٌ مِثْلُ ما
قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ ) قال : « في النعامة بدنة » [٣]. وصحيحة يعقوب بن
شعيب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال ، قلت له : المحرم يقتل نعامة ، قال : « عليه بدنة من
الإبل » [٤].
والبدنة : هي
الناقة على ما نصّ عليه الجوهري [٥] ، ومقتضاه عدم إجزاء الذكر ، وقيل بالإجزاء ، وهو اختيار
الشيخ [٦] وجماعة [٧] ، نظرا إلى إطلاق اسم البدنة عليه كما يظهر من كلام بعض
أهل اللغة [٨] ، ولقول