فقال بعضهم : إن
النفر يوم الأخير بعد الزوال أفضل ، وقال بعضهم : قبل الزوال أفضل فكتب : « أما
علمت أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صلّى الظهر والعصر بمكة ولا يكون ذلك إلاّ وقد نفر قبل
الزوال » [١] ويتأكد ذلك للإمام ليعلم الناس كيفية الوداع ، ولقوله عليهالسلام في صحيحة معاوية
بن عمار : « يصلّي الإمام الظهر يوم النفر بمكة » [٢].
الثالثة : يستحب
للمقيم بمنى أن يوقع صلاته كلّها في مسجد الخيف فرضها ونفلها ، وأفضله في مسجد
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو من المنارة إلى نحو من ثلاثين ذراعا إلى جهة القبلة ، وعن يمينها
ويسارها وخلفها كذلك. ويدل على هذه الأحكام ما رواه الكليني في الصحيح ، عن معاوية
بن عمار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « صلّ في مسجد الخيف وهو مسجد منى ، وكان مسجد رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على عهده عند المنارة التي في وسط المسجد وفوقها إلى القبلة نحوا من ثلاثين
ذراعا وعن يمينها وعن يسارها وخلفها نحو من ذلك ، فإن استطعت أن يكون مصلاّك فيه
فافعل فإنه قد صلّى فيه ألف نبي. وإنما سمّي الخيف لأنه مرتفع عن الوادي ، وما
ارتفع عن الوادي يسمّى خيفا » [٣].
وروى ابن بابويه
بأسانيد متعددة عن الثقة الجليل أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : « من
صلّى في مسجد الخيف بمنى مائة ركعة قبل أن يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاما ، ومن
سبّح الله فيه مائة تسبيحة كتب الله له كأجر عتق رقبة ، ومن هلّل الله فيه مائة
تهليلة عدلت أجر إحياء نسمة ، ومن حمد الله فيه مائة تحميدة عدلت أجر خراج
العراقين
[١] الكافي ٤ : ٥٢١
ـ ٨ ، التهذيب ٥ : ٢٧٣ ـ ٩٣٥ ، الوسائل ١٠ : ٢٢٧ أبواب العود إلى منى ب ١٢ ح ٢.
[٢] الكافي ٤ : ٥٢٠
ـ ٥ ، التهذيب ٥ : ٢٧٣ ـ ٩٣٤ ، الوسائل ١٠ : ٢٢٧ أبواب العود إلى منى ب ١٢ ح ١.
[٣] الكافي ٤ : ٥١٩
ـ ٤ ، الوسائل ٣ : ٥٣٤ أبواب أحكام المساجد ب ٥٠ ح ١.