بالحجة ، وكثرة
الاختلاف والتردد ، وقصد مكة للنسك [١].
وقال الخليل الحج
: كثرة القصد إلى من يعظّمه ، وسمي الحج حجا لأن الحاج يأتي قبل الوقوف بعرفة إلى
البيت ، ثم يعود إليه لطواف الزيارة ، ثم ينصرف إلى منى ثم يعود إليه لطواف الوداع
[٢].
ويستفاد من قول
المصنف : الحج وإن كان في اللغة القصد فقد صار في الشرع اسما لمجموع المناسك. أنّ
الحج منقول عن معناه اللغوي ، ولا ريب في تحقق النقل عند الفقهاء إن لم يثبت كونه
حقيقة لغوية في المعنى المصطلح عليه عندهم ، وإن لم يثبت النقل عند الشارع.
وما قيل [٣] من أنّ النقل عند
الفقهاء إنما يتحقق على تعريف المصنف ، وأما على تعريف الشيخ ـ قدسسره ـ من أنه عبارة
عن قصد البيت الحرام لأداء مناسك مخصوصة عنده [٤] ، فلا ، بل المتحقق على هذا التعريف تخصيص المعنى اللغوي
خاصة. ففاسد ، لأن النقل متحقق على هذا التقدير جزما ، غاية الأمر أنّ النقل على
تعريف الشيخ يكون لمناسبة ، وعلى تعريف المصنف لغير مناسبة.
وأورد المصنف في
المعتبر على تعريف الشيخ أنه يخرج عنه الوقوف بعرفة والمشعر ، لأنهما ليسا عند
البيت الحرام ، مع أنهما ركنان من الحج إجماعا ، قال : فأذن الأسلم أن يقال : الحج
اسم لمجموع المناسك المؤداة في المشاعر المخصوصة [٥]. وهذا التعريف مع
سلامته مما أورده المصنف على تعريف الشيخ مطابق لما هو المتبادر من لفظ الحج عند
أهل الشرع من كونه عبادة مركبة من جملة عبادات ، كالصلاة المؤلفة من الأفعال
والأذكار