الكذب والسباب [١] ، وفي صحيحة علي
بن جعفر بأنه الكذب والمفاخرة [٢] ، والجمع بينهما يقتضي المصير إلى أن الفسوق هو الكذب خاصة
، لاقتضاء الأولى نفي المفاخرة ، والثانية نفي السباب.
لكن قال في
المختلف : إن المفاخرة لا تنفك عن السباب ، إذ المفاخرة إنما تتم بذكر فضائل له
وسلبها عن خصمه ، أو سلب رذائل عنه وإثباتها لخصمه ، وهذا هو معنى السباب [٣]. ولا بأس به.
وكيف كان فلا ريب
في تحريم الجميع ، ولا كفارة في الفسوق سوى الاستغفار ، ولما رواه الحلبي ومحمد بن
مسلم في الصحيح ، أنهما قالا لأبي عبد الله عليهالسلام : أرأيت من ابتلى بالفسوق ما عليه؟ قال : « لم يجعل الله
له حدا ، يستغفر الله ويلبي » [٤].
قوله
: ( والجدال ، وهو قول : لا والله ، وبلى والله ).
هذا التفسير مروي
في عدة روايات ، كرواية معاوية بن عمار المتقدمة ، وصحيحة علي بن جعفر ، عن أخيه
موسى عليهالسلام أنه قال : « والجدال قول الرجل : لا والله ، وبلى والله [٥] وفي صحيحة أخرى
لمعاوية بن عمار ، عن الصادق عليهالسلام : « إنما الجدال قول الرجل : لا والله وبلى والله » [٦].
ويستفاد من هذه
الروايات انحصار الجدال في هاتين الصيغتين ،
[١] الكافي ٤ : ٣٣٧
ـ ٣ ، التهذيب ٥ : ٢٩٦ ـ ١٠٠٣ ، الوسائل ٩ : ١٠٨ أبواب تروك الإحرام ب ٣٢ ح ١.
[٢] التهذيب ٥ : ٢٩٧
ـ ١٠٠٥ ، الوسائل ٩ : ١٠٩ أبواب تروك الإحرام ب ٣٢ ح ٤.