الاستغفار والدعاء
، فأما الدعاء فيدفع به عنكم البلاء ، وأما الاستغفار فيمحى [١] ذنوبكم » [٢].
الخامسة : صوم شهر
رمضان واجب بالكتاب والسنة والإجماع ، قال الله عزّ وجلّ ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيّاماً مَعْدُوداتٍ ) ـ إلى قوله ـ ( فَمَنْ
شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ )[٣].
واختلف في الأيام
المعدودات ، فقيل : إنها غير شهر رمضان وكانت ثلاثة أيام من كل شهر [٤]. وقيل : هي مع
صوم عاشوراء [٥]. ثم اختلفوا أيضا ، فقيل : كان تطوعا [٦] ، وقيل : بل كان
واجب [٧]. واتفقوا على أنه نسخ بصوم رمضان. وذهب الأكثر إلى أن المراد بها صوم شهر
رمضان ، أجمل الله تعالى أولا ذكر الصيام ، ثم بينه بعض البيان بقوله ( أَيّاماً
مَعْدُوداتٍ ) ثم كمّل البيان بقوله ( شَهْرُ رَمَضانَ ) فالآية غير
منسوخة.
وقيل : أول ما فرض
صوم شهر رمضان لم يكن واجبا عينيا ، بل كان مخيرا بينه وبين الفدية وكان الصوم
أفضل [٨] ، وذلك قوله تعالى ( وَعَلَى الَّذِينَ
يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ
لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ )[٩] ثم نسخ بقوله ( فَمَنْ شَهِدَ
مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ).
وقيل ، إن معناه :
وعلى الذين كانوا يطيقونه ثم صاروا بحيث لا
[١] كذا ، وفي
الكافي : فيمحى ، وفي الوسائل : فتمحى به ، وهو الأنسب.
[٢] الكافي ٤ : ٨٨ ـ
٧ ، الوسائل ٧ : ٢٢٣ أبواب أحكام شهر رمضان ب ١٨ ح ١١.