سليمان فتستريحا ،
لأن معنى الكلام أنه لا يعدل بهنّ عن نبت الأرض إلى جوادّ الطرق في الساعات التي
لها فيها راحة ، ولا في الساعات التي عليها فيها مشقة ، ولأجل هذا قال : « تريح »
من الراحة ولو كان من الرواح لقال : تروح ، وما كان يقول : تريح ، ولأن الرواح عند
العشي يكون وقريبا منه ، والغبوق وهو شرب العشي على ما ذكرناه ، ولم يبق له معنى ،
وإنما المعنى ما قلناه ، وإنما أوردت هذه اللفظة في كتابي لأني سمعت جماعة من
أصحابنا الفقهاء يصحّفونها [١]. انتهى كلامه رحمهالله.
قوله
: ( ويجب أن تستكمل فيهم أربع صفات :
التكليف ، والإيمان ، والعدالة ، والفقه. ولو اقتصر على ما يحتاج إليه فيه جاز ).
لا ريب في اعتبار
استجماع العامل لهذه الصفات ، لأن العمالة تتضمن الاستيمان على مال الغير ولا
أمانة لغير العدل ، ولقول أمير المؤمنين عليهالسلام في الخبر المتقدم : « فإذا قبضته فلا توكّل به إلاّ ناصحا
شفيقا أمينا حفيظا » [٢] وإنما يعتبر الفقه فيمن يتولى ما يفتقر إليه ، والمراد منه
معرفته بما يحتاج إليه من قدر الواجب وصفته ومصرفه ، ويختلف ذلك باختلاف حال
العامل بالنسبة إلى ما يتولاّه من الأعمال.
ويظهر من المصنف
في المعتبر الميل إلى عدم اعتبار الفقه في العامل والاكتفاء فيه بسؤال العلماء [٣] ، واستحسنه في
البيان [٤] ، ولا بأس به.