أحدهما : أن هذين
اللفظين ، أعني الفقراء والمساكين هل هما مترادفان أو متغايران؟ وقد اختلف الأصحاب
وغيرهم في ذلك.
فذهب جماعة منهم
المصنف في هذا الكتاب إلى الأول ، وبهذا الاعتبار جعل الأصناف سبعة ، وذهب الأكثر
إلى تغايرهما.
ثم اختلف هؤلاء
فيما يتحقق به التغاير.
فقيل : إن الفقير
هو المتعفف الذي لا يسأل ، والمسكين هو الذي يسأل [١]. وهو المنقول عن
ابن عباس [٢] ، والمروي في أخبار أهل البيت عليهمالسلام[٣].
وقيل بالعكس ، قال
الشيخ أبو علي الطبرسي ـ رضياللهعنه ـ : وقد جاء في الحديث ما يدل على ذلك [٤] ، فقد روي عن
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال.
« ليس المسكين
الذي ترده الأكلة والأكلتان والتمرة والتمرتان ، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى
فيغنيه ، ولا يسأل الناس شيئا ، ولا يفطن به ، فيتصدق عليه » [٥].