وقال العلامة في التذكرة
: لا تجب قراءة الفاتحة فيها للأصل [١]. فإن أراد الوجوب بالمعنى المصطلح فحق ، لأن الأصل إذا لم
يكن واجبا لا تجب أجزاؤه ، وإن أراد ما يعم الوجوب الشرطي بحيث تنعقد النافلة من
دون قراءة الحمد فهو ممنوع.
قوله
: ( وتجب قراءتها أجمع ، ولا تصح الصلاة مع الإخلال ولو بحرف منها ، حتى التشديد ).
لا ريب في بطلان
الصلاة مع الإخلال بشيء من الفاتحة ولو بحرف واحد منها ، لأن الإتيان بها إنما
يتحقق مع الإتيان بجميع أجزائها ، فيلزم أن يكون الإخلال بالجزء إخلالا بها. ومن
الحرف التشديد في مواضعه ، بدليل أن شدة راء الرحمن ودال الدين أقيمت مقام اللام ،
وكذا المدّ المتصل. أما المنفصل فمستحب ، وكذا أوصاف القراءة من الهمس ، والجهر ،
والاستعلاء ، والإطباق ، والغنّة ، وغيرها [٢] ، كما صرح به محققو هذا الفن.
[٢] حروف الهمس : ت
، ث ، ح ، خ ، س ، ش ، ص ، ف ، ه ، ك ، سمي الحرف مهموسا لأنه أضعف الاعتماد في
موضعه حتى جرى معه النفس.
حروف الجهر : أ ، ب ، ج ، د ،
ذ ، ر ، ز ، ض ، ط ، ع ، غ ، ق ، ل ، م ، ن ، و، ي. سميت بذلك لأنه يجهر بها عند
النطق لقوتها وقوة الاعتماد ومنع النفس أن يجري معها. حروف الاستعلاء : خ ، ص ، ض
، ط ، ظ ، غ ، ق. سميت بذلك لاستعلاء اللسان عند النطق بها. حروف الإطباق : ص ، ض
، ط ، ظ ، سميت بذلك لانطباق طائفة من اللسان على الحنك الأعلى عند النطق بها.
فحروف الاستعلاء أقوى الحروف ، وأقواها حروف الإطباق.
ـ راجع قواعد التجويد : ٥٥
للسيد العاملي صاحب مفتاح الكرامة.
الغنة : صوت يخرج من الخيشوم
، والنون أشد الحروف غنة. ( المصباح المنير : ٤٥٥ ).