غسل يحفر له موضع
المغتسل تجاه القبلة ، فيكون مستقبل باطن قدميه ووجهه إلى القبلة » [١] وأما غيره من
الأخبار التي استدل بها على الوجوب فلا يخلو من شيء إما في السند أو الدلالة [٢]. هذا كلامه ـ رحمهالله.
ويمكن المناقشة في
هذه الرواية من حيث السند بإبراهيم بن هاشم حيث لم ينص علماؤنا على توثيقه ، وبأن
راويها وهو سليمان بن خالد في توثيقه كلام [٣]. ومن حيث المتن بأنّ المتبادر منها أنّ التسجية تجاه
القبلة إنما يكون بعد الموت لا قبله ، ومن ثم ذهب جمع من الأصحاب [٤] منهم المصنف في
المعتبر [٥] إلى الاستحباب ، استضعافا لأدلة الوجوب ، وهو متجه.
وكيفية التوجيه ما
ذكره المصنف ـ رحمهالله ـ من أنه يلقى على ظهره ويجعل وجهه وباطن قدميه إلى القبلة
بحيث لو جلس لكان مستقبلا ، وقد ورد بذلك روايات كثيرة : منها : رواية سليمان بن
خالد المتقدمة. وما رواه الشيخ عن إبراهيم الشعيري ، عن غير واحد ، عن أبي عبد
الله عليهالسلام ، في توجيه الميت قال : « تستقبل بوجهه القبلة
[١] الكافي ( ٣ :
١٢٧ ـ ٣ ) ، الوسائل ( ٢ : ٦٦١ ) أبواب الاحتضار ب (٣٥) ح (٢) ورواها في التهذيب (
١ : ٢٨٦ ـ ٨٣٥ ). إلا أنّ فيها : مستقبلا بباطن.
[٣] لعل منشأ هذا
الكلام عنده هو ما رواه الكشي في اختيار معرفة الرجال ( ٢ : ٦٤١ ـ ٦٦٢ ). ولأن أبا
داود ذكره في قسم الضعفاء في كتاب الرجال : ( ٢٤٨ ـ ٢٢١ ).
[٤] منهم الشيخ في
الخلاف ( ١ : ٢٧٩ ) ، والأردبيلي في مجمع الفائدة ( ١ : ١٧٣ ).