وجهه أولا ، ثم
يده اليمنى ، ثم اليسرى. وهو مجمع عليه بين الأصحاب ، قاله في التذكرة والمنتهى [١]. واحتج عليه في
التذكرة بقوله تعالى ( فَامْسَحُوا
بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ )[٢] فإن الواو للترتيب عند الفراء ، وبأن التقديم لفظا يستدعي
سببا ، لاستحالة الترجيح من غير مرجح ، ولا سبب إلاّ التقديم وجوبا ، وبأنه عليهالسلام رتب في مقابلة
الامتثال فيكون واجبا [٣].
وفي الجميع نظر ،
إلاّ أنّ المصير إلى ما أجمع عليه الأصحاب ودلت عليه ظواهر النصوص متعين.
وقال المرتضى ـ رضياللهعنه ـ : كل من أوجب
الترتيب في المائية أوجبه هنا ، فالتفرقة منتفية بالإجماع ، وقد ثبت وجوبه هناك
فيثبت هنا [٤].
وبقي من الواجبات
المباشرة بنفسه ، ولا ريب في وجوبها لقوله تعالى ( فَتَيَمَّمُوا ) فإن الخطاب
للمصلين ، وحقيقة الأمر طلب الفعل من المأمور.
ويجب الاستنابة
عند الضرورة في الأفعال دون النية عند علمائنا ، ولم أقف فيه على دليل نقلي. وعلى
هذا فيضرب المعين بيدي العليل إن أمكن وإلاّ فبيدي نفسه.
والموالاة ، وقد
قطع الأصحاب باعتبارهما ، وأسنده في المنتهى إلى علمائنا ، واحتج عليه بقوله تعالى
( فَتَيَمَّمُوا ) أوجب علينا
التيمم عقيب إرادة القيام إلى الصلاة ، ولا يتحقق إلاّ بمجموع أجزائه ، فيجب فعلها
عقيب الإرادة بقدر الإمكان [٥].