قيل [١] : ويمكن ترجيح
رواية التهذيب بأن الشيخ أعرف بوجوه الحديث وأضبط ، خصوصا مع فتواه بمضمونها في
النهاية والمبسوط [٢]. وفيهما معاً نظر بيّن يعرفه من يقف على أحوال الشيخ ووجوه
فتواه ، نعم يمكن ترجيحها بإفتاء الصدوق ـ رحمهالله ـ في كتابه بمضمونها [٣] ، مع أن عادته فيه نقل متون الأخبار.
ويمكن ترجيح رواية
الكليني ـ رحمهالله ـ بتقدمه ، وحسن ضبطه كما يعلم من كتابه الذي لا يوجد مثله ، وبأن الشهيد ـ رحمهالله ـ ذكر في الذكرى
أنه وجد الرواية في كثير من نسخ التهذيب كما في الكافي ، وظاهر كلام ابن طاوس ـ رحمهالله ـ أن نسخ التهذيب
القديمة كلها موافقة له أيضا [٤].
وكيف كان :
فالأجود اطراح هذه الرواية ـ كما ذكره المصنف في المعتبر [٥] لضعفها ،
وإرسالها ، واضطرابها ، ومخالفتها للاعتبار ، لأن القرحة يحتمل كونها في كل من
الجانبين ، والأولى الرجوع إلى حكم الأصل واعتبار الأوصاف.
بقي هنا شيء :
وهو أنّ الرواية مع تسليم العمل بها إنما تدل على الرجوع إلى الجانب مع اشتباه
الدم بالقرحة ، وظاهر كلام المصنف هنا وصريح غيره [٦] يقتضي اعتبار
الجانب مطلقا ، وهو غير بعيد ، فإن الجانب إن كان له مدخل في حقيقة الحيض وجب
اطّراده ، وإلا فلا.