الباطلة. وفي قوله
عزّ وجل ( وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )[١] أي دين الملة
القيمة ، دلالة على أنّ الأمر المذكور ثابت في شرعنا.
ولا ريب أنه لا
يتحقق الإخلاص بالعبادة إلا مع ملاحظة التقرب بها. والمراد بالقربة إما موافقة
إرادة الله تعالى ، أو القرب منه المتحقق بحصول [٢] الرفعة عنده ونيل
الثواب لديه ، تشبيها بالقرب المكاني ، وكلاهما محصل للامتثال مخرج عن العهدة.
ويدل على الثانية
ظواهر الآيات والأخبار كقوله تعالى ( يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
خَوْفاً وَطَمَعاً وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً )[٣] وما روي عنهم عليهمالسلام في الصحيح : أنّ
من بلغه ثواب من الله على عمل فعمله التماس ذلك الثواب أوتيه وإن لم يكن الحديث
كما بلغه [٤].
ونقل الشهيد ـ رحمهالله ـ في قواعده عن
الأصحاب بطلان العبادة بهذه الغاية [٥] ، وبه قطع السيد رضي الدين بن طاوس [٦] ـ رحمهالله ـ وهو ضعيف.
ولو قصد المكلف
بفعله طاعة الله تعالى أو موافقة إرادته من دون ملاحظة القربة كان كافيا قطعا ، بل
ربما كان أولى ، وإنما آثر الأصحاب هذه الصيغة مع غموض معناها لتكررها في الكتاب
والسنة ، مثل قوله تعالى ( وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ
قُرُباتٍ عِنْدَ اللهِ )[٧] وقوله عليهالسلام : « أقرب ما يكون العبد الى ربه وهو ساجد » [٨].