responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارك الأحكام نویسنده : الموسوي العاملي، السيد محمد    جلد : 1  صفحه : 187

______________________________________________________

الباطلة. وفي قوله عزّ وجل ( وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) [١] أي دين الملة القيمة ، دلالة على أنّ الأمر المذكور ثابت في شرعنا.

ولا ريب أنه لا يتحقق الإخلاص بالعبادة إلا مع ملاحظة التقرب بها. والمراد بالقربة إما موافقة إرادة الله تعالى ، أو القرب منه المتحقق بحصول [٢] الرفعة عنده ونيل الثواب لديه ، تشبيها بالقرب المكاني ، وكلاهما محصل للامتثال مخرج عن العهدة.

ويدل على الثانية ظواهر الآيات والأخبار كقوله تعالى ( يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً ) [٣] وما روي عنهم عليهم‌السلام في الصحيح : أنّ من بلغه ثواب من الله على عمل فعمله التماس ذلك الثواب أوتيه وإن لم يكن الحديث كما بلغه [٤].

ونقل الشهيد ـ رحمه‌الله ـ في قواعده عن الأصحاب بطلان العبادة بهذه الغاية [٥] ، وبه قطع السيد رضي الدين بن طاوس [٦] ـ رحمه‌الله ـ وهو ضعيف.

ولو قصد المكلف بفعله طاعة الله تعالى أو موافقة إرادته من دون ملاحظة القربة كان كافيا قطعا ، بل ربما كان أولى ، وإنما آثر الأصحاب هذه الصيغة مع غموض معناها لتكررها في الكتاب والسنة ، مثل قوله تعالى ( وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللهِ ) [٧] وقوله عليه‌السلام : « أقرب ما يكون العبد الى ربه وهو ساجد » [٨].


[١] البينة : (٥).

[٢] في « ق » و « م » : لحصول.

[٣] السجدة : (١٦) ، الأنبياء : (٩٠).

[٤] أصول الكافي ( ٢ : ٨٧ ـ ٢ ) ، الوسائل ( ١ : ٦٠ ) أبواب مقدمة العبادات ب (١٨) ح (٧).

[٥] القواعد والفوائد ( ١ : ٧٧ ).

[٦] نقله عنه في روض الجنان : (٢٧).

[٧] التوبة : (٩٩).

[٨] الكافي ( ٣ : ٢٦٤ ـ ٣ ) ، الفقيه ( ١ : ١٣٤ ـ ٦٢٨ ) ( مرسلا ) ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ( ٢ : ٦ ـ ١٥ ) ، الوسائل ( ٤ : ٩٧٩ ) أبواب السجود ب (٢٣) ح (٥).

نام کتاب : مدارك الأحكام نویسنده : الموسوي العاملي، السيد محمد    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست