فريضة عظيمة بها تقام الفرائض ، وتأمن المذاهب ، وتحل المكاسب وترد المظالم
، وتعمر الأرض ، وينتصف من الاعداء ، ويستقيم الأمر ، فأنكروا بقلوبكم ، والفظوا
بألسنتكم ، وصكوا بها جباههم ، ولا تخافوا في الله لومة لائم ، (إلى قوله) :
فجاهدوهم
بأبدانكم ، وأبغضوهم بقلوبكم ، غير طالبين سلطانا ولا باغين مالا ، ولا مريدين
بالظلم ظفرا ، حتى يفيئوا إلى أمر الله ، ويمضوا على طاعته [١].
قال : (أبو
جعفر ـ يب) واوحى الله الى شعيب النبي عليه السّلام انى معذب من قومك مائة ألف ،
أربعين ألفا من شرارهم وستين ألفا من خيارهم فقال يا رب هؤلاء الأشرار ، فما بال
الأخيار؟ فأوحى الله عزّ وجلّ اليه داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي [٢].
وروى عن أمير
المؤمنين عليه السّلام انه قال : من ترك إنكار المنكر بقلبه ولسانه ويده فهو ميت
بين الاحياء [٣].
وعن الصادق
عليه السّلام انه قال لقوم من أصحابه انه قد حق لي ان آخذ البري منكم بالسقيم (بالشقي
خ ل) فكيف لا يحق لي ذلك وأنتم يبلغكم عن الرجل منكم القبيح فلا تنكرون عليه ولا
تهجرونه ولا تؤذونه حتى يتركه [٤].
فيها دلالة على
وجوب المهاجرة عن الفاسق فافهم ، والدلالة غير بعيدة في بعضها ، لكن الصحة غير
واضحة.
قوله
: (ولا تقام الحدود إلخ). الظاهر ان المراد بالمملوك أعم من العبد
[١] الوسائل ، باب ١
، من أبواب الأمر والنهي وما يناسبهما قطعة من حديث ٦ ونقل ذيله في باب ٣ ، من
الأبواب حديث ١.
[٢] الوسائل باب ٨ من
أبواب الأمر والنهي ، وما يناسبهما ، حديث ١.
[٣] الوسائل باب ٣ ،
من أبواب الأمر والنهي ، وما يناسبهما ، حديث ٤.
[٤] الوسائل باب ٧ ،
من أبواب الأمر والنهي ، وما يناسبهما ، حديث ٤.
نام کتاب : مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان نویسنده : المحقق المقدّس الأردبيلي جلد : 7 صفحه : 544