الصفوف وحده ، فأمره أن يعيد الصلاة [١] لعلهما حملتا على الكراهة ، لعدم الصحة ، مع الأصل ،
ولما في بعض الاخبار المتقدمة من العمومات ، فتأمل ، وقال في الشرح [٢] جمعا بينهما وبين الاخبار الصحيحة كصحيحة أبي الصباح عن
الصادق عليه السلام عن الرجل يقوم في الصف وحده؟ فقال : لا بأس ، إنما يبدو واحد
بعد واحد [٣]
قلت : ما رأيت
في ذلك بخصوصها خبرا مطلقا ، فضلا عن الاخبار الصحيحة ، وان صحة خبر أبي الصباح
أيضا غير ظاهر ، لوجود محمد بن الفضيل في طريق التهذيب [٤] وما رأيتها في غيره ، وهو مشترك ، نعم سماها بها في
المنتهى أيضا ، وهما اعرف.
بل دلالتها
أيضا غير واضحة ، لأنه قال : يقوم في الصف وحده مع انه قال (انما يبدو) فيدل على
عدم اجتماع الصفوف ، وإمكان وجود احد بعده معه ، وانه ما كان خلف الصفوف.
بل الروايتان
المتقدمتان أيضا ما دلتا على المطلوب : وهو كراهة وقوف الرجل الواحد وحده مطلقا ،
مع إمكان الدخول بين الصفوف ، بل يدلان على المنع خلف الصفوف مطلقا ، والأول يدل
على جواز الوقوف بحذاء الامام مع عدم إمكان الدخول في الصفوف.
نعم يمكن
الاستدلال على الكراهة بمثل التعليل في ترغيب الجماعة (فإن الذئب يأكل القاصية) [٥]
[١] سنن ابن ماجة ج ١
كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (٥٤) باب صلاة الرجل خلف الصف وحده حديث : ١٠٠٣ و ١٠٠٤
[٢] قال في الشرح ص
٣٧٢ بعد نقلهما : ما هذا لفظه (والخبران ضعيفا السند ، ويمكن حمل الأمر في الأول (أي
ما عن العامة) على الاستحباب. والنهي في الثاني (المنقول عن أمير المؤمنين عليه
السلام) على الكراهة ، جمعا بينهما وبين الاخبار الصحيحة إلخ)
[٣] الوسائل باب (٥٧)
من أبواب صلاة الجماعة حديث : ٢
[٤] سند الحديث كما
في التهذيب (سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الصباح)
[٥] سنن أبي داود : ج
١ باب التشديد في ترك الجماعة حديث : ٥٤٧ ولفظ الحديث (عن أبي الدرداء قال
نام کتاب : مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان نویسنده : المحقق المقدّس الأردبيلي جلد : 3 صفحه : 294