ويمكن حملهما
على ما فيه ويعرفه الناس إذا لم يكره ، أو على ما يتظاهر به من الفسوق على ما ذكره
الأصحاب أن من تظاهر بالفسق فلا غيبة له ، لقوله عليه السلام : لا غيبة للفاسق [١] وإن كان ذلك غير معلوم لنا.
والحديث يحتمل
معنى آخر ، وهو النهي عن اغتياب الفاسق أيضا كما قاله الشهيد في قواعده [٢].
ويمكن حمله على
من يتظاهر ولا يبالي به ، وعلى سبيل نهي المنكر لاحتمال ان يسمع ويترك الفسق
فتأمّل.
(ومنها) طلب
عثرات المؤمنين وعوراتهم ، وذكر فيه أخبارا كثيرة ، مثل صحيحة أبي بصير عن أبي
جعفر عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : يا معشر من أسلم
بلسانه ولم يسلم بقلبه ، لا تتّبعوا عثرات المسلمين فإنه من تتبّع عثرات المسلمين
تتبّع الله عثرته ، ومن تتبع الله عثرته يفضحه [٣].
ومثلها رواية
محمّد بن مسلم أو الحلبي ، عن أبي عبد الله وزاد في آخرها : ولو
كذا وكذا ، قال غير
مسدّد (اسم راوي الحديث) : تعني قصيرة ، فقال : لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر
لمزجته ، قالت : وحكيت له إنسانا فقال : ما أحبّ أني حكيت إنسانا وان لي كذا وكذا (سنن
أبي داود ج ٤ ص ٢٦٩ ، باب في الغيبة ، طبع مصر).
[١] الوسائل باب ١٥٤
حديث ٤ من أبواب آداب العشرة ، ج ٨ ص ٦٠٥ ولفظ الحديث هكذا : إذا جاهر الفاسق
بفسقه فلا حرمة له ولا غيبة ، وأما الحديث المذكور فراجع عوالي اللئالي ج ١ ص ٤٣٨
حديث ١٥٣ وفيه : (الفاسق).
[٢] قال في القواعد :
قال بعض العامة حديث لا غيبة لفاسق أو (في فاسق) لا أصل له ، قلت : ولو صحّ أمكن حمله
على النهي أي خبر يراد به النهي ، ص ٢٥٨ قاعدة ٢١٢. عليه حواشي عمدة المحقّقين
الحاج السيّد محمّد الطهراني.
[٣] أصول الكافي باب
من طلب عثرات المؤمنين حديث ٤ ج ٢ ص ٣٥٥.
نام کتاب : مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان نویسنده : المحقق المقدّس الأردبيلي جلد : 12 صفحه : 356