فخرج غلام إليه ، وقال : أن مولاه ليس في البيت ، وهو في البيت مع اثنين
آخرين ورجع ذلك وذهب الغلام إليهم وأخبرهم به فما تكلّموا إليه ولم يقولوا : لأيّ
شيء فعلت؟ ثم من الصباح جاء إليهم وما اعتذروا إليه ، وذهبوا جميعا إلى ضيعة ،
فجاء النار في الطريق واحترق الثلاثة ، بقي الواحد متحيرا وسأل يوشع ، قال : بسببك
وقال : أنا جعلتهم في حلّ ، قال : لو كان قبل هذا لنفعهم ولعل ينفعهم بعد ذلك [١] فانظر يا أخي وتأمل في هذه.
ومنه يعلم حال
الباغض له ما علم.
ويفهم من
الأخبار ـ في الكافي في كتاب الكفر والإيمان ـ تحريم أمور لم يعدّوها ، فالظاهر
أنها مخلّة بالعدالة ، وذكر لكلّ واحد بابا مشتملا على أخبار كثيرة.
(منها باب من
استعان به أخوه فلم يعنه). ونقل في حسنة أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال : أيما رجل من شيعتنا أتى رجلا من إخوانه ، فاستعان به في حاجته فلم يعنه وهو
يقدر إلّا ابتلاه الله بأن يقضي حوائج غيره من أعدائنا يعذبه الله تعالى عليها يوم
القيامة [٢].
ورواية عليّ بن
جعفر ، عن (أخيه ـ كا) أبي الحسن عليه السلام ، قال : سمعته يقول : من قصد إليه
رجل من إخوانه مستجيرا به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه فقد قطع ولاية
الله عزّ وجلّ [٣].
(منها) عدم
إعانة المؤمن ، وذكر الأخبار في (باب من منع مؤمنا من عنده أو من عند غيره)
بإسناده ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أيما مؤمن منع مؤمنا شيئا ممّا يحتاج
إليه وهو يقدر عليه من عنده أو من عند غيره أقامه الله يوم القيامة مسودّا
[١] راجع أصول الكافي
باب من حجب أخاه المؤمن ، حديث ٢ ج ٢ ص ٣٦٤. منقول هنا بالمعنى فلاحظ.